للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الحديث الثانى، فأخرجه (٤٤٧٣) في آخر باب: "كم غزا النبي -صلى الله عليه وسلم-" من كتاب المغازي أيضا، وفيه أن بريدة غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ست عشرة غزوة.

وقد صدَّر البخاري الباب بحديث زيد بن أرقم، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غزا تسع عشرة غزوة، غزا هو معه سبع عشرة منها.

وهذا كافٍ في معنى الباب المعقود لعدد غزواته -صلى الله عليه وسلم-.

ثم أعقبه بحديث البراء أنه غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- خمس عشرة، ثم حديث بريدة أنه غزا معه ست عشرة غزوة. فهما شاهدان لصحة حديث زيد بن أرقم في الجملة، والله تعالى أعلم.

والإمام أحمد، مع روايته لحديث عبد الجليل بن عطية وإخراجه له في المسند -مع اشتماله على تصريح عبد الله بن بريدة بسماعه من أبيه- لمَّا سُئل عن سماعه منه، قال: "ما أدري، عامَّة ما يُروى عن بريدة عنه وضعف حديثه". رواه أبو القاسم البغوي: حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ...

وكذا قال حنبل بن إسحاق لأحمد: "فسمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: لا أدري". اهـ.

فهاتان روايتان عن أحمد تفيد توقفه في هذا السماع.

لكن عقَّب محمد بن علي الجوزجاني -وهو أبو جعفر الوراق- بقوله: "لا أدري ما معنى قول أحمد هذا؛ فإن عبد الله بن بريدة ولد في خلافة عمر بن الخطاب، وبقي أبوه بريدة إلى أيام يزيد بن معاوية، فكيف لم يسمع منه، على أن أحمد قد روى له حديثا أنه وفد مع أبيه على معاوية، فكيف خفي سماعه منه". اهـ.

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٧/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>