للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "سنن البيهقي" قطع كثيرة منها.

وذكر غير واحد أن الحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى سنة (٩٥ هـ) وضع كتابا في بعض العقائد. ولكن في ترجمته من "تهذيب التهذيب" ما يؤخذ منه أنها رسالة صغيرة.

وفي ترجمة الحلاج من "تاريخ الخطيب" أن للحسن البصري (٢١ - ١١٠) كتابا اسمه كتاب (الإخلاص) كان يُروى ويُسمع في القرن الثالث.

و"في فهرست ابن النديم": أن لمكحول الشامي المتوفى (سنة ١١٢) أو بعدها كتابين: "كتاب السنن" و"كتاب المسائل" في الفقه.

فأما ما ذكروه أن أولَ من دَوَّنَ الحديثَ: ابنُ شهاب الزهري في سنة مائة - أو نحوها بأمر عمر بن عبد العزيز، وبعث به عمر إلى كل أرض له عليها سلطان، فلا أدري أمرتبا كان ذلك الكتاب أم لا؟.

* * *

فأما التأليف في أحوال الرجال فإنه تأخر قليلا، وقد ذكر ابن النديم: أن لليث بن سعد (٩٤ - ١٧٥) "تاريخا"، وأن لابن المبارك (١١٨ - ١٨١) "تاريخا".

وقال الذهبي في ترجمة الوليد بن مسلم الدمشقي (١١٩ - ١٩٥): "صنف التصانيف والتواريخ".

ثم أَلَّفَ ابنُ معين، وابن المديني وغيرهما، واتسع التأليف جدا.

ولكن في القرن العاشر، -وهلم جرا- تقاصرت الهمم وهُجر علم الرجال، فَقَلَّ من بقي يعتني بقراءة كتب الرجال أو نسخها أو نشرها.

أما التأليف، فأقلّ وأقلّ، اللهم إلا أن يجمع أحدهم تراجم لبعض المجاذيب والدراويش يملؤها بالخوارق، أو آخر لتراجم بعض الأدباء، ينتقي من شعرهم ما يستظرفه من الغزل ونحوه، مما إن لم يضر لم ينفع! إلا ما شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>