وفي رواية عند الحاكم وغيره: كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتاب الصدقة، فلم يخرجها إلى عماله حتى قُبض، فقرنه بسيفه، فعمل به أبو بكر حتى قبض ... ، وذكر الكتاب.
وكان لسمرة بن جندب كتبٌ فيها ما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، يروي عنها الحسن البصري.
وكان لجابر بن عبد الله صحيفة كذلك، يروي عنها الحسن أيضا، وطلحة بن نافع.
وكان لعبد الله بن عمرو صحيفة كتبها بإذن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يرويها عمرو بن شعيب ابن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده.
وفي "المستدرك" عن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال: حَدثت عن أبي هريرة بحديث، فأنكره فقلت له: إني قد سمعته منك! قال: إن كنت سمعته مني فإنه مكتوب عندي، فأخذ بيدي إلى بيته فأراني كتابا من كتبه .... فذكرت القصة.
استنكره الذهبي، لما في "البخاري" عن أبي هريرة قال: "ما من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدٌ أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب".
لكن قال ابن عبد البر: يمكن أنه لم يكن يكتب في العهد النبوي، ثم كتب بعده.
وأما التابعون فقَلَّ عالمٌ منهم لم يكن عنده كتب، ولكن كانت الأحاديث تتجمع كيفما اتفق، بلا تأليف ولا ترتيب، كما في صحيفة همام بن منبه اليماني عن أبي هريرة، وهي نحو مائة وأربعون حديثا، تجدها في "مسند أحمد"(٢/ ٣١٢ - ٣١٩) وهي في "الصحيحين"، وغيرهما مفرقة ...
فأما عن التدوين بالترتيب والتأليف: فقد رُويت عن زيد بن ثابت الصحابي المشهور رسالة، كتبها في أحكام المواريث حوالي سنة ٤٠ للهجرة.