وفي "جامع التحصيل" (ص ١٧٨): "قال علي بن المديني: سئل سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم، فقال: ما سمع من ابن عمر إلا حديثين". اهـ. فكأن زيدًا لمّا لم يصرح بالسماع في هذا الحديث، شك ابن عيينة في ذلك فسأل، وهذا يدل أن زيدًا ربما أَوْهَم السماع وهو لم يسمع، وإلا لما احتاج ابن عيينة إلى السؤال، ولما نصَّ على أن زيدًا إنما سمع من ابن عمر حديثين فقط، وأن الباقي غير مسموع، وهذا تدليس. فائدة: رواية زيد عن ابن عمر في "الصحيحين"، أما البخاري فله عنده حديثان: الأول: رقم (٥٧٦٧) بصيغة (عن) لكنه كان قد أخرجه برقم (٥١٤٦) بلفظ: (سمعت ابن عمر). الثاني: رقم (٥٧٨٣) من طريق مالك عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم يخبرونه عن ابن عمر، فهو مقرون. وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٠/ ٢٦٦) أن الإمام أحمد أخرجه من طريق معمر عن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن عمر. وأخرج له البخاري عن أبيه عن ابن عمر في ثلاثة مواضع، أرقامها: (١٨٠٥، ٣٦٨٧، (٤٩٠١). وأما مسلم فله عنده الحديث الثاني عند البخاري، من نفس طريق مالك، وهو رقم (٢٠٨٥/ ٤٢). يتبين من ذلك أن الشيخين لم يحتجَّا من روايته عن ابن عمر، إلا بما ثبت سماعه منه, أو تابعه عليه غيره والله تعالى أعلم. (١) هو خبر: "ما من معمّر يعمّر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه أنواعًا من البلاء: الجنون والجذام والبرص .. ".