للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "التنكيل" (٢/ ١٣٠) رواية لعبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة مرفوعًا "تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدًا".

رواه النسائي وأبو عوانة، وقال أبو عوانة في آخره: قال سعيد: نبّلْنا معمرًا، رويْناهُ عنه وهو شاب. وسعيد كبر من معمر وقد شاركه في كثير من شيوخه، ورواه ابن المبارك عن معمر لكن لم يرفعه، أخرجه النسائي (١).

قال الشيخ المعلمي: "قدْ عدّوا عبد الوهاب من أثبت الناس عن ابن أبي عروبة (٢)، لكن ذكر بعضهم أنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده (٣)، وهذا لا يضر هنا؛ فإن قول سعيد: "نبّلنا معمرًا، رويْناهُ عنه وهو شاب" يقضي بأن سعيدًا روى هذا قديمًا، فإن معمرًا ولد سنة ست أو سبع وتسعين، وسعيد بدأ بِهِ الاختلاط أواخر سنة (١٤٣)، واشتد به قليلًا سنة (١٤٥) واستحكم سنة (١٤٨). هذا هو الجامع بين الحكايات المتصلة في ذلك، فأما المنقطعة فلا عبرة بها.

فأما رواية ابن المبارك فهي عند النسائي عن سويد بن نصر عنه، وسويد مات سنة (٢٤٠) وعمره (٩١) سنة فقد أدركه الشيخان ولكنهما لم يخرجا عنه في "الصحيح" وإنما روى له النسائي والترمذي ووثقه النسائي ومسلمة بن القاسم، وقال ابن حبان: "كان متقنًا" فالله أعلم.


(١) من "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (١٢/ ١٠٣).
(٢) في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٣): قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: كان عالمًا بسعيد.
وفيه (١١/ ٢٢): قال يحيى بن أبي طالب: قال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروف وفي "طبقات ابن سعد" (٧/ ٣٣٣): لزم سعيد بن أبي عروبة، وعُرف بصحبته، وكتب كتبه .. ".
(٣) انظر "سؤالات المروذي" لأحمد (ص ٥٩) و"شرح علل الترمذي" لابن رجب: (ص ٥٦٥، ٥٦٧، ٥٦٩، ٥٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>