وقد روى النسائي عنه عن ابن المبارك عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت:"يقطع في ربع دينار فصاعدًا".
وأثبت الروايات عن يحيى ما رواه مالك وابن عيينة عنه، عن عمرة عن عائشة:"ما طال عليّ ولا نسيت، القطع في ربع دينار فصاعدًا".
فإن لم يكن -يعني سويدًا- وهم في روايته عن ابن المبارك عن معمر فالتقصير من معمر. وقد قال الإمام أحمد:"حديث عبد الرزاق عن معمر أحبّ إليّ من حديث هؤلاء البصريين "عن معمر"؛ كان "معمر" يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن، وكان يحدثهم حفظًا بالبصرة".
وسعيد بن أبى عروبة أقدم سماعًا، فإن لم يكن الوهم من سويد فكأن معمرًا حدث بالحديث مرّة من حفظه حيث سمع منه ابن المبارك فشك في الرفع فقصر به كما كان يقع مثل هذا لحماد بن زيد. وقد حدث به معمر قبل ذلك حيث سمع منه ابن أبي عروبة فرفعه، وحدث به باليمن حيث كان يتعاهد كتبه فرفعه. اهـ.
وفي ترجمة أسباط بن محمد بن ميسرة من "الجرح والتعديل"(٢/ ٣٣٢) رقم (١٢٦٣) قول عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سألت أبي عن أسباط بن محمد: أحب إليك في سعيد أو الخفاف؟ فقال: أسباط أحبُّ إلي؛ لأنه سمع بالكوفة".
فعلق الشيخ المعلمي بقوله:"أسباط وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف سمعا من سعيد بن أبي عروبة، وسعيد اختلط بأخرة، والخفاف كان ملازمًا له مُدّة، سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فيظهر مما هنا أن سعيدًا قبل اختلاطه دخل الكوفة وحدّث بها، ثم لم يدخلها بعد اختلاطه, فمن هنا رجح أحمد أسباط، وهذه فائدة جليلة، فكل من كان من أصحاب سعيد إنما سمع منه بالكوفة؛ فحديثه عنه صحيح". اهـ.
وفي "الفوائد"(ص ٢٣٨) حديث "لا خير فيمن لا يجمع المال يصل به رحمه, ويؤدي به عن أمانته، ويستغني به عن خلق ربه".