للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وفي "التقدمة" أيضًا (ص ٧٢): "قال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قال سفيان -يعني الثوري-: إن الأعمش لم يسمع حديث إبراهيم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الضحك في الصلاة". اهـ فقد دلسه عن إبراهيم. وانظر لزامًا: "جامع التحصيل" (ص ١٨٩ - ١٩٠).
وفيها أيضًا (ص ٧١): "قال زائدة: كنا نأتي الأعمش فيحدثنا فيكثر، ونأتي سفيان الثوري فنذكر تلك الأحاديث له، فيقول: ليس هذا من حديث الأعمش، فنقول: هو حدثنا به الساعة، فيقول: اذهبوا فقولوا له إن شئتم، فنأتي الأعمش فنخبره بذلك، فيقول: صدق سفيان، ليس هذا من حديثنا". اهـ.
فعلَّق العلَّامة المعلمي في حاشية "التقدمة" (ص ٧٠) بقوله: "كان الأعمش رحمه الله كثير الحديث، كثير التدليس، سمع كثيرا من الكبار، [أقول: كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح] ثم كان يسمع من بعض الأصاغر أحاديث عن أولئك الكبار، فيدلسها عن أولئك الكبار، فحديثه الذي هو حديثه هو ما سمعه من الكبار، فمعنى قول سفيان "ليس هذا من حديثه" أنه ليس من حديثه عمن سَمَّاهُ وإنما سمعه من بعض من دونه فدلسه". اهـ.
وهاهنا تناول المعلمي الأخبار والآثار الواردة في تفسير قول الله سبحانه: {اللَّهُ الصَّمَدُ} وذكر (٢/ ٢٩٩) ما في "صحيح البخاري" وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني .. وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد لم ألد، ولم أولد، ولم يكن في كفؤًا أحد" وفي رواية: "وأنا الصمد الذي لم ألد .. ".
ثم ذكر شاهدًا من حديث أبي العالية فيه ضعفص وقولًا لمحمد بن كعب.
ثم قال: يظهر أن المراد أن الصمد يستلزم أنه لم يلد ولم يولد، وتوجيه ذلك يعلم مما يأتي:
أولًا: أخرج ابن جرير من وجهين صحيحين عن مجاهد قال: "الصمد المصمت الذي لا جوف له".
ثانيًا: ومن وجه صحيح عن الحسن البصري قال: "الصمد الذي لا جوف له".
ثالثًا: ومن وجه صحيح عن سعيد بن جبير، سئل عن الصمد، فقال: "الذي لا جوف له".
رابعًا: ومن وجه صحيح عن عكرمة أيضًا قال: "الصمد الذي لا يخرج منه شيء" زاد في رواية: "لم يلد ولم يولد".
خامسًا: ومن وجه صحيح عن الشعبي قال: "الصمد الذي لا يطعم الطعام". وفي رواية "الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب".
سادسًا: ومن وجه فيه ضعف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال عبد الله: "لا أعلمه إلا قد رفعه (يعني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-) قال: الصمد الذي لا جوف له".
سابعًا: ومن وجه فيه ضعف عن ابن عباس قال: "الصمد الذي ليس بأجوف".
ثامنًا: ومن وجه ضعيف عن ابن المسيب قال: "الصمد الذي لا حشوة له".
ثم قال المعلمي: هذه الأقوال كلها تعود إلى مثل قول مجاهد، واستلزام هذا المعنى لنفي الولد والوالد كما في حديث البخاري وحديث أبي العالية وقول محمد بن كعب ظاهر، وذلك أن من يكون =

<<  <  ج: ص:  >  >>