للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه (١): "رأيت سنيدًا عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب "الجامع" لابن جريج، وفيه: اخبرت عن الزهري، وأخبرت عن صفوان ابن سليم (٢)، قال: فجعل سنيد يقول لحجاج: يا أبا محمد قل: ابن جريج عن الزهري، وابن جريج عن صفوان بن سليم. قال: فكان يقول له هكذا".

قال عبد الله: "ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج، وذمّه على ذلك، قال أبي: وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي ممن أخذها".

حكى هذا في "تهذيب التهذيب"، ثم قال: "وحكى الخلال عن الأثرم نحو ذلك، ثم قال الخلال: [ونُرى] (٣) أن حجاجًا كان هذا منه في وقت تغيره، [ونُرى] أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد".

أقول: هذا حدسٌ، يردُّه نص الإمام أحمد كما تقدم، ومبنى هذا الحدس على توهم أن في القصة ما يخدش في تثبيت حجاج، وإنما يكون الأمر كذلك لو كان إذا قيل: "ابن جريج عن فلان" يحمل على سماع ابن جريج من فلان، وليس الأمر كذلك، لأن ابن جريج مشهور بالتدليس، فإذا قيل: "ابن جريج عن الزهري" ولم يجيء بيان السماع من وجه آخر، فإنه لا يحكم بالاتصال، بل يحمل على أوْهن الاحتمالين، وهو أن بين ابن جريج وبين الزهري واسطة، وذلك لاشتهار ابن جريج بالتدليس.


(١) "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٥٥١).
(٢) في "العلل" بزيادة في أوله: أُخبرتُ عن يحيى بن سعيد.
(٣) نقلها المعلمي عن "تهذيب التهذيب": "يروى" فاستشكلها وصوبها بين قوسين كما هي مثبتة هنا، وتصويبه رحمه الله موافق لما في "تهذيب الكمال" (١٢/ ١٦٣)، فجزاه الله خيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>