للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: الافتراء حقيقتة مطلق الكذب، ولكنّ ظاهر السياق أنّه سبّه، والافتراء إذا أطلق في حكاية السب، فالظاهر أنه أريد به القذف، والقذفُ كبيرة تُسقط العدالة.

وجوابه:

١ - أن الافتراء ليس نصًا في القذف، فقد يراد به مطلق السب، ولاسيما إذا كان شنيع اللفظ، كالإعضاض، وعليه قد يكون السائل أساء الأدب فأعضه أبو الزبير.

وقد جاء في الحديث: "من تعزّى بعزاء الجاهلية، فأعضّوه بِهِنُ أبيه، ولا تكنوا" (١).


(١) رُوي من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن الحسن البصري، عن عُتَيِّ بن ضمرة السعدي، عن اْبي بن كعب: "أن رجلا اعتزى بعزاء الجاهلية فأعضه ولم يكنه .. وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من تعزَّى .. الحديث.
رواه أحمد في "المسند" (٥/ ١٣٦) وغيره.
وأعقبه أحمد برواية يونس -وهو ابن عبيد- عن الحسن، عن عُتَيِّ: أن رجلا تعزَّى بعزاء الجاهلية - فذكر الحديث، قال أُبي: كنا نُؤمر إذا الرجل تعزَّى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا.
والحسن مدلس، ولم يصرح بسماعه من عُتِي.
وعُتَيُّ بن ضمرة إنما وثقه ابن سعد والعجلي، وقال: روى عنه الحسن ستة أحاديث، ولم يرو عنه غيره.
لكن ذكر ابن الجنيد عن ابن معين: روى قرة بن خالد عن عبد الله بن عتي بن ضمرة عن أبيه.
وقال ابن المديني: مجهول، سمع من أبي بن كعب أحاديث لا نحفظها إلا من طريق الحسن، وحديثه يشبه حديث أهل الصدق، وإن كان لا يعرف "تهذيب التهذيب" (٧/ ١٠٤).
والحديث رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٤٣٣) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن مكحول عن عجر [د] بن مدراع التميمي قال: يا آل تميم -وكان من بني تميم- فقال وهو عند أبي بن كعب، فقال أُبي: أعضك الله بهِنُ أبيك .. قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا: مَنِ اعتزى بعزاء الجاهلية ..
وسعيد بن بشير ضُعِّف، لاسيما في قتادة فإنه يروي عنه المنكرات، وما لا يتابع عليه، كما قاله محمد بن عبد الله بن نمير "الجرح" (٤ / ص ٧)، وابن حبان "المجروحين" (١/ ٣١٩).
وقتادة والحسن مدلسان، والحسن لا تعرف له رواية عن مكحول، فالإسناد غريب شاذ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>