للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأى بعض الحفاظ أن معاوية بن هشام روى تلك الأحاديث عن الثوري، فسمعها منه مروان ثم دلّس مروان اسمه وأسقط الثوري من السند، فدلّس مروان [تدليس] تسوية بعد تدليسه الاسم (١).

وهذا القول على وهنه كما بينته في تعليقي على: "الموضح" لا يفيد أن معاوية بن هشام روى ما لم يسمع، ولا أنهم تركوه, ولكن ابن الجوزي جمع بين القولين، فإن: القائل إن ابن أبي العباس روى ما لم يسمع وتركوه بنى على أنه غير معاوية بن هشام، والقائل: إنه هو لم يقل إنه روى مما لم يسمع ولا أنهم تركوه. اهـ.

وقال الشيخ في ذاك التعليق، وموضعه آخر المنقول عن الدارقطني آنفًا في التعليق السابق رقم (١)، قال: "حاصل هذا القيل الذي تظناه أبو طالب ورآه الدارقطني أوْلى


= فذكرت ذلك لابن نمير، فقال: كان هذا جارًا للثوري؛ أخذ كتب الثوري فرواها عن شيوخه. اهـ.
"أبو زرعة الرازي" (ص ٣٦٥)، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" (٢/ ٤٢٤ - ٤٢٥).
وقال ابن عقدة: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال: سألت ابن نمير -أو سُئل-: مروان عن معاوية بن أبي العباس عن أي إسحاق والأعمش ومنصور وأبي الزناد وهشام بن عروة والكوفيين والبصريين؟
فقال: هذا جار للثوري، كان يرى الناس ولزومهم للثوري، فلما مات الثوري أخذ كتبه وجعل يرويها عن شيوخ الثوري، فوقف الناس على ذلك فتركوه وافتضح، نسأل الله العافية.
فقلت: فمروان كان وقف على هذا؟. فقال: لو وقف عليه ما حدث عنه اهـ. "الموضح" (٢/ ٤٢٥).
(١) قال عبد الغني بن سعيد الأزدي: حدثني أبو الحسن علي بن عمر (الدارقطني) قال: قال لي أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ: معاوية بن أبي العباس هو عندي: معاوية بن هشام, دَلَّسَهُ مروان الفزاري، وأسقط الثوري في أحاديثه كلها، فذكر من بعد الثوري، منها .. و .. و .. وهذه الأحاديث عن معاوية بن هشام عن الثوري.
قال أبو الحسن علي بن عمر: وقول أبو طالب عندي أولى وأليق بمروان بن معاوية الفزاري أنه يروي أحاديث عن علي بن غراب فيقول: حدثني علي بن أبي الوليد، ويروي عن الحكم بن ظهير فيقول: حدثني الحكم بن أبي خالد، ويروي عن نظرائه في السن ومن دون سنه فيذكرهم بكنى آبائهم اهـ "الموضح" (٢/ ٤٢٥ - ٤٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>