١ - أخرج البخاري في "الصلاة" برواية أبي إسحاق عنه - عن ابن المبارك وهشيم. قلت: الحديث في باب: فضل استقبال القبلة، رقم (٣٩٢) قال البخاري: حدثنا نعيم قال: حدثنا ابن المبارك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دماؤهم وأمولاهم إلا بحقها، وحسابهم على الله". قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١/ ٥٩٢): وقع في رواية حماد بن شاكر عن البخاري: "قال نعيم بن حماد" وفي رواية كريمة والأصيلي: "قال ابن المبارك" بغير ذكر نعيم، وبذلك جزم أبو نعيم في "المستخرج" وقد وقع لنا من طريق نعيم موصولًا في "سنن الدارقطني" وتابعه حماد بن موسى وسعيد بن يعقوب وغيرهما عن ابن المبارك". اهـ. كلام الحافظ. ٢ - قال الباجي: أخرج البخاري في "الأحكام" و"المغازي" عن محمود (وهو ابن غيلان) عن عبد الرزاق عن معمر، وعنه (يعني: عن نعيم) عن ابن المبارك عن معمر. قلت: حديث "المغازي" رقم (٤٣٣٩) وهذه متابعة قاصرة. ٣ - قال الباجي: وأخرج في "القسامة" عنه عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قِرْدةً اجتمع عليها قِرَدَةً قد زنت فرجموها فرجمتها معهم. قلت: هو رقم (٣٨٤٩) وفيه: حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم .. قال الحافظ في "الفتح" (٧/ ١٩٦): "في رواية بعضهم: حدثنا نعيم غير منسوب، وهو المروزي نزيل مصر، وقَلَّ أن يخرج له البخاري موصولًا، بل عادته أن يذكر عنه بصيغة التعليق. ووقع في رواية القابسي: "حدثنا أبو نعيم" وصوبه بعضهم، وهو غلط". اهـ. كلام الحافظ هنا. وقال في "مقدمة الفتح" (ص ٤٧٠): "لقيه البخاري ولكنه لم يخرج عنه في الصحيح سوى موضع أو موضعين، وعلق له أشياء أخر". أقول: فتلك هي المواضع التي لنعيم في "الصحيح" وواضح أن البخاري لم يخرج له شيئًا معتمدًا عليه, بل إما تعليقًا وإما متابعة. وقد قال المزى ومثله الذهبي: روى عنه البخاري مقرونًا بغيره. فالظاهر أنهما يعنيان ما ذُكر من المتابعة، وإلا فإني لم أر له عنده شيئًا مقرونًا، والله تعالى أعلم.