للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الستة (١) بواسطة إلا النسائي، لا رغبة في علو السند كما يزعم الأستاذ؛ فقد أدركوا كثيرًا من أقرانه وممن هو أكبر منه، ولكن علمًا بصدقه وأمانته، وأن ما نسب إلى الوهم فيه ليس بكثير في كثرة ما روى.

فأما الدولابي فهو محمد بن أحمد بن حماد له ترجمة في "الميزان" و"اللسان" قال ابن يونس: "من أهل الصنعة حسن التصنيف وكان يضعف". وقال الدارقطني: "تكلموا فيه (لما) تبين من أمره (الأخير) " (٢). وذكر ابن عدي قول الدولابي في معبد الجهني الذي روى أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عنه, أنه معبد ابن هوذة الذي ذكره البخاري في "تاريخه".

قال ابن عدي: "هذا الذي قاله غير صحيح، وذلك أن معبد بن هوذة أنصاري فكيف يكون جهنيًا؟ ومعبد الجهني معروف ليس بصحابي، وما حمل الدولابي على ذلك إلا ميله لمذهبه".

وقال ابن عدي أيضًا: "ابن حماد متهم فيما قاله في نعيم بن حماد؛ لصلابته في أهل الرأي".

وفي ترجمة نعيم من: "مقدمة الفتح" بعد الإشارة إلى حكاية الدولابي: "وتعقب ذلك ابن عدي بأن الدولابي كان متعصبًا عليه لأنه كان شديدًا على أهل الرأي. وهذا هو الصواب" وقال في "التهذيب" "حاشى الدولابي أن يُتّهم، وإنما الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فإنه مجهول متهم".


(١) لم يذكره ابن منجوية في "رجال مسلم"، ورمز له المزي بـ "مق" يعني مقدمة مسلم، وقال الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" (ص ٤٧٠): "روى له مسلم في المقدمة موضعًا واحدًا". اهـ.
ولمقدمة مسلم شأن سوى سائر الكتاب، فإطلاق رواية مسلم لنعيم فيه نظر؛ والله تعالى أعلم.
(٢) هكذا جاءت العبارة في "الميزان" (٣/ ٤٥٩)، و"اللسان" (٥/ ٤١ - ٤٢) المطبوعين ومنه ينقل المعلمي, وهو خطأ من الطبع، ففي أصلين خطيين من "اللسان" وهو كذلك في النسخة المطبوعة عن خمس نسخ خطية (٦/ ١١٨) منه, ومثله في "سؤالات السهمي" للدارقطني رقم (٨٢) "تكلموا فيه, ما تبين من أمره إلا خير" وهو كذلك في "سير النبلاء" (١٤/ ٣٠٩) وغيره وبين العبارتين بون شاسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>