وبنحوه ذكره أبو زرعة الدمشقي عن ابن معين. "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (١/ ٦٢٢)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣٠٧). (٢) هو ما رواه الحاكم كتاب (العلم) من "المستدرك" (١/ ١٢٨) من طريق الحكم بن نافع ثنا صفوان ابن عمرو عن الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبد الله بن يحيى قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان .. فقال معاوية قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة, ويخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كا يتجارى الكلب بصاحبه, فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله .. ". (٣) علق الشيخ الألباني على هذا الموضع فقال: فيما أشار إليه المؤلف رحمه الله نظر، فإن الذي في "المستدرك" عدة أحاديث في تفرق الأمة إلى ثلاثة وسبعين فرقة، وهي صحيحة كما بيَّنته في غير هذا الموضع، لكن ليس في شيء منها القياس والتحريم والتحليل، وهو بيت القصيد -كما يقال- في حديث نعيم، والذي عند الدارمي أثر عن ابن مسعود، وعن غيره من التابعين في ذم قوم يقيسون الأمر برأيهم. وفي اعتبار مثل هذا -مع وقفه وقصوره عن الشهادة الكاملة- شاهدًا لحديث نعيم المرفوع نظر ظاهر عندي. فليتأمل. اهـ. أقول: وهو الصواب إن شاء الله تعالى. (٤) في إطلاق لفظ "المتابعة" على رواية هؤلاء الثلاثة نظرٌ؛ فإن صنيع غير واحد من الأئمة يدل على أن الحديث إنما يعرف بنعيم بن حماد، وأن من رواه عن عيسى بن يونس -غير نعيم- إنما أخذه من نعيم، وأنه لا أصل له، وهَاك البيان: أولًا: قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم (دحيم): حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس .. بهذا الحديث فَرَدّهُ، وقال: هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية. ثانيًا: قال أبو زرعة: قلت ليحيي بن معين في حديث نعيم هذا، وسألته عن صحته فأنكره. قلت: من أين يُؤْتى؟ قال: شُبّه له. "تاريخ أبي زرعة" (١/ ٦٢٢). =