للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أنه إذا عرف اسم الرجل على وجهين، يقتضي الترتيب وضعه بحسب أحدهما في موضع، وبحسب الآخر في آخر ترجمة في الموضعين.

فمن ذلك شيخه: محمد بن إسحاق الكرماني، يعرف أيضًا بـ: محمد بن أبي يعقوب، ذكره في موضعين من المحمدين، فقال في المجلد الأول رقم ٦٦: "محمد بن إسحاق هو ابن أبي يعقوب الكرماني مات سنة ٢٢٤ " وقال في رقم ٨٥٨: "محمد بن أبي يعقوب أبو عبد اللَّه الكرماني ... ".

ومن ذلك: عبد اللَّه بن أبي صالح ذكوان، يقال لعبد اللَّه: "عباد"، فذكره البخاري في باب: "عبد اللَّه" وفي باب: "عباد".

وكلامه في الموضعين وفي ترجمة صالح بن أبي صالح ذكوان صريح في أنه لم يلتبس عليه.

... فهذا هو اصطلاحه ... وصنيعُ البخاري على كُلِّ حالٍ ليس بوهم، ولكن الخطيب يَعُدُّ هذه أوهاما، انظر "الموضح": الوهم ٢، ٤٢، ٥٥ من أوهام البخاري، ولم يكتفِ بذلك، بل فضل هذه المواضع بمزيد من التشنيع، وتشنيعُه عائدٌ عليه كما لا يخفى (١).


(١) من ذلك قول الخطيب في الوهم العشرين (١/ ٧٥): "وقد وهم البخاري ... وأخطأ خطأ قبيحا ... "، فقال المعلمي في الحاشية:
"لم يكن للخطيب بحالٍ أن يَزِلَّ قلمُه بهذه الكلمة، فكيف ولم يقع من البخاري وهمٌ ولا خطأ، وإنما الخطأ من نسخة الخطيب، ثم منه ... ".
ويقول الخطيب في الوهم الخامس والخمسين: " ... وهذا أطرف الأشياء من البخاري ... والخطأُ في فِعله هذا ظاهرٌ، يُغني عن الإسهاب فيه، والله يغفر لنا وله".
فأجاب الشيخ المعلمي عمَّا زعمه الخطيب وهما، ثم قال:
"والأمر في ذلك ظاهر، فلا وَهْمَ البتة، ولا ما يُسَوِّغُ أن يقال فيه: أطرف الأشياء ... خطأ ظاهر، غفر الله للجميع". اهـ.
وقد رَدَّ الشيخُ المعلمي إلى الخطيب قولَهُ: "وهذا أطرف الأشياء" مشيرا إلى أن الخطيب قد وضعها =

<<  <  ج: ص:  >  >>