للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ وَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ، وَشَهْرٌ حَرَامٌ، وَيَوْمٌ حَرَامٌ،

===

(أتدرون) أي: هل تعلمون أيها المسلمون (أي يوم هذا) اليوم؟ وهو يوم عرفة (وأي شهر هذا) الشهر؟ وهو شهر ذي الحجة (وأي بلد هذا) البلد؟ وهو مكة (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده في جواب سؤاله: (هذا) البلد (بلد حرام) أي: محترم بحرمة الله تعالى، (و) هذا الشهر (شهر حرام، و) هذا اليوم (يوم حرام) أجابوه على طريق اللف والنشر غير المرتب، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمعنى: قال ابن مسعود: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: خطب (وهو على ناقته المخضرمة بـ) عرنة (يوم عرفات) أي: وعظ الناس قبل الصلاة؛ أي: صلاة الظهر (فقال) في خطبته: (أتدرون) وتعلمون (أي: يوم) خبر مقدم (هذا) مبتدأ مؤخر، وقدم الخبر على المبتدأ؛ للزومه الصدارة؛ لأنه اسم استفهام؛ أي: هذا اليوم أي يوم هو من بين الأيام؛ هل هو محترم أم لا؟ ... إلى آخره، فأجابوه بما قالوا على سبيل اللف والنشر غير المرتب.

قال الزرقاني: فيه أنه يستحب للإمام أن يخطب يوم عرفة في هذا الموضع؛ يعني: عرنة، وبهذا قال الجمهور والمد نيون والمغاربة من المالكية، وهو المشهور وعليه عمل الناس إلى الآن.

قال النووي: ومذهب الشافعي أن في الحج أربع خطب مسنونة؛ إحداها: يوم السابع من ذي الحجة، يخطب بها عند الكعبة، بعد صلاة الظهر، والثانية: هذه التي في بطن عرنة يوم عرفات، والثالثة: يوم النحر بمنىً، والرابعة: يوم النفر الأول؛ وهو اليوم الثاني من أيام التشريق، قال أصحابنا: وكل هذه الخطب أفراد، وبعد صلاة الظهر، إلا التي يوم عرفات؛ فإنها خطبتان، وقبل صلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>