للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَا وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَأُكَاثِرُ بِكُمُ الْأُمَمَ فَلَا تُسَوِّدُوا وَجْهِي، أَلَا وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ أُنَاسًا وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي أُنَاسٌ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ؛ أُصَيْحَابِي فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

===

(ألا) أي: انتبهوا واستمعوا (وإني فرطكم) - بفتحتين - أي: سابقكم إلى الآخرة موتًا منتظركم (على الحوض) والفرط: هو السابق على الرفقة؛ ليهيئ لهم ما يحتاجون إليه في محل النزول.

(وأكاثر بكم) أي: أفاخر بكثرتكم على (الأمم) السابقة يوم القيامة (فلا تسودوا وجهي) أي: فلا تؤثروا في وجهي السواد بسبب كثرة معاصيكم؛ والمعنى: فلا تكثروا، فلا تصلحوا لأن يفتخر بمثلكم.

(ألا وإني مستنقذ) بصيغة اسم الفاعل؛ أي: ألا وإني منقذ ومخرج (أناسًا) من أمتي من العذاب بشفاعتي، ألا (و) إني (مستنقذ مني) بصيغة اسم المفعول؛ أي: مدفوع عني عند الحوض (أناس) وهم المرتدون بعده (فأقول) لربي: (يا رب) هؤلاء (أُصَيْحَابي) - تصغير الأصحاب - فَلِمَ رُدُّوا عَن حوضي؟ (فيقول) الربُّ جَلَّ جلاله: (إنك) يا محمد (لا تدري) ولا تعلم (ما أحدثوا) وابتدعوا (بعدك) أي: بعد وفاتك، فليسوا من أصحابك؛ لأنهم بدلوا دينك، وأشركوا بالله، وفي بعض الرواية زيادة: (فأقول: سحقًا لهم) أي: بعدًا لهم عن رحمة الله تعالى، قال الزرقاني: وفي تقديم اليوم على الشهر وهو على البلد الترقي؛ فالشهر أقوى من اليوم، وهو ظاهر في الشهر؛ لاشتماله على اليوم، فاحترامه أقوى من احترام جزئه، وأما زيادة حرمة البلد .. فلأنه محرم في جميع الشهور، لا في هذا الشهر وحده، فحرمته لا تختص به، فهو أقوى منه.

قال الحافظ: وفيه مشروعية ضرب المثل وإلحاق النظير بالنظير؛ ليكون

<<  <  ج: ص:  >  >>