للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

على إبل صاحب الإبل الصحاح - وهو بضم الميم وكسر الصاد وتشديد الحاء المهملة - على صيغة اسم الفاعل؛ والممرض: صاحب الإبل المراض؛ والمصح: صاحب الإبل الصحاح.

والمعنى: لا يورد ولا يدخل صاحب الإبل المراض إبله على إبل صاحب الإبل الصحاح؛ لأنه ربما أصابها المرض بفعل الله تعالى وقدره الذي أجرى به العادة، لا بطبعها وتأثيرها، فيحصل لصاحب الإبل الصحاح ضرر بمرضها، وربما حصل له ضرر أعظم من ذلك باعتقاده العدوى بطبعها فيكفر، والله أعلم. انتهى "نووي"، وجملة الإيراد خبرية اللفظ، إنشائية المعنى، قصد بها النهي.

وفي رواية للبخاري: (لا يوردن) بزيادة نون التوكيد على صريح النهي، والنهي هنا نهي إرشاد على سبيل الحذر والاحتياط، ولا يستلزم الاعتقاد بالعدوى بكونه علة تامة في التأثير.

قال السندي: الممرض: الذي كان له إبل مرضى، والمصح: صاحب الصحاح، وهو نهي للممرض أن يسقي ويرعى إبله مع إبل المصح.

قال النووي: قال جمهور العلماء: الحديثان - يعني: حديث: (لا عدوى) المذكور قبل هذا الحديث، وحديث: (لا يورد ممرض) - هما صحيحان يجب الجمع بينهما، قالوا: وطريق الجمع بأن يقال: إن حديث: (لا عدوى) المراد به: نفي ما كانت الجاهلية تزعمه وتعتقده أن المرض والعاهة تعدي بطبعها لا بفعل الله تعالى وقدره.

وأما حديث: (لا يورد ممرض). . فأرشد فيه إلى مجانبة ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله تعالى، وكذا: (فر من المجذوم فرارك من الأسد).

<<  <  ج: ص:  >  >>