أهل «جمبيا» البريطانية يتكلمون العربية.
وقد ساعد على ذلك أن سلاطين «مالى» كانوا يكثرون من بناء
المساجد التى كانت تتخذ بجانب العبادة مكانًا للعلم والتدريس، ويذكر
أن السلطان «منسا موسى» كان يقيم مسجدًا فى كل مكان تدركه
فيه صلاة الجمعة إذا كان مسافرًا أو خارج عاصمته، ومن أهم هذه
المساجد مسجد أو جامع سنكرى الذى أصبح جامعة علمية فى مدينة
«تمبكت»؛ حيث وفد إليه العلماء وطلاب العلم من داخل «مالى»
وخارجها، وبلغ من أهمية هذه المساجد أنها أصبحت حرمًا آمنًا،
فكان السلطان إذا غضب على أحد من الرعية استجار المغضوب عليه
بالمسجد، وإن لم يتمكن من ذلك يستجير بدار خطيب المسجد، فلا يجد
السلطان سبيلا إلا أن يعفو عنه، وهذا يدل على مدى تقدير سلاطين
«مالى» للأماكن الدينية وللعلماء، وكان مجلس السلاطين لا ينعقد إلا
بحضور العلماء ولا يبت فى رأى إلا بعد مشورتهم، فإذا أضفنا إلى
ذلك ما قام به سلاطين «مالى» من جهاد لنشر الإسلام وثقافته بين
القبائل الوثنية سواء داخل دولتهم أو خارجها، وما قاموا به من
أصول عربية مشرقية لأسرتهم الحاكمة وهى أسرة «كيتا»؛ لأدركنا
مدى حرص تلك السلطنة وهؤلاء السلاطين على التقاليد الإسلامية
ومظاهر الحياة الإسلامية.