للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*البصرة]

مدينة عربية فى العراق. تقع على الضفة الغربية لشط العرب،

على بُعد (٥٩٠) كم من جنوبى شرقى بغداد، و (١١٠) كم من

شمالى الخليج العربى، وتبلغ المسافة بينها وبين الحدود

العراقية الكويتية نحو (٥٠) كم. والبصرة فى اللغة: هى الأرض

الغليظة ذات الحجارة الصُلبة. وقد فتحها المسلمون سنة (١٤ هـ =

٦٣٥ م) فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضى الله عنه،

وكان عتبة بن غزوان أحد قادة الجيش. وقد بنى فيها عتبة

مسجدًا ودارًا للإمارة، كما بنى المساكن حولها مستخدمًا القصب.

وكانت البصرة مركزًا لإدارة العراق خلال عهد بنى أمية، وكثر

عمرانها، وأنشئ فيها عدد كبير من الدور الفخمة، وبلغت فى

العصر العباسى شأناً عظيماً؛ إذ كانت مركزًا تجاريًّا مهمًّا،

وخاصة فى عهد هارون الرشيد، كما قصدها طلاب العلم للدراسة

على أيدى علمائها. وتُعد البصرة من أكبر مراكز الحركة العلمية

فى القرون الأربعة الأولى للهجرة. ونبغ فيها عدد كبير من

العلماء، مثل: أبى الأسود الدؤلى والخليل بن أحمد وسيبويه،

كما برز فيها عدد كبير من فحول الشعراء، مثل: الفرزدق وبشَّار

بن برد ومسلم بن الوليد وأبى نُوَاس. واشتهر من أدبائها

وكتابها ابن المقفع والجاحظ والحريرى، كما ظهر فيها مذهب

الاعتزال على يد واصل بن عطاء، ومن علمائها المعروفين فى

العلوم الطبيعية الحسن بن الهيثم. وقد اشتهرت البصرة بزراعة

النخيل، وإنتاج التمور، ويوجد بالعراق أكثر من (٣٠) مليون نخلة

معظمها فى البصرة. وهى اليوم مدينة كبيرة، تتخللها شوارع

فسيحة، وتنتشر فيها الحدائق الواسعة، وبها عديد من مؤسسات

الدولة، مثل: جامعة البصرة التى أنشئت سنة (١٣٨٤ هـ = ١٩٦٤

م)، ومتحف التاريخ الطبيعى الذى أنشئ سنة (١٣٩٢ هـ = ١٩٧٢

م).

<<  <  ج: ص:  >  >>