[*عبد الله بن كادى]
هو الماى الواحد والعشرون فى سلسلة المايات (السلاطين) الذين
حكموا سلطنة الكانم الإسلامية التى تقع شمال شرقى بحيرة
تشاد، فقد حكم هذا الماى (٢١) عامًا فى الفترة من
(١٣٢١ - ١٣٤٢م). وكانت البلاد تعيش منذ بداية القرن (١٤م) عصر
تدهور وضعف؛ نتيجة للصراع الداخلى الذى شبَّ بين أبناء البيت
الحاكم على كرسى العرش، ونتيجة للمنافسات الدموية التى
اشتدت بين السادة الإقطاعيين من أمراء البيت الحاكم ومن يلوذ
بهم، ونتيجة لاشتداد خطر قبائل البلالة وقبائل الصو؛ وترتب
على ذلك أن ضعفت البلاد واشتدت الفتن حتى قام أحد المايات
وهو الماى إبراهيم بن بيرى (١٣٠٠ - ١٣٢١م) بقتل ابنه، وتعرض
هذا الماى نفسه للقتل على أيدى اليريمة -أى حاكم الشمال -
وهو أحد أعضاء مجلس الأكابر الأعلام المكون من (١٢) عضوًا
كانوا يساعدون الماى فى حكم البلاد - وقد خلفه فى الحكم
الماى عبد الله بن كادى ولم يؤثر عنه إلا أنه كافأ الأشخاص
الذين انتشلوا جثة السلطان القتيل عند مدينة دسكام بالقتل لأنهم
رأوا عورة السلطان القتيل. كما حدث فى عهده حرب أهلية بين
البفاريمة - أحد أعضاء المجلس المشار إليه - وجايو ابن حاكم
مدينة سينا التى تقع فى الجنوب من العاصمة نجيمى، ربما
بسبب محاولة الأخير الانفصال عن الدولة. ويقال: إن الماى عبد
الله بن كادى كان قد تلقى أخبارًا عن أربعةً لصوص كانوا أبناء
أمٍّ واحدة، فأرسل فى استدعائهم وعندما حضروا بين يديه أمر
بقتلهم فقتلوا، فابتهلت أمهم إلى الله سبحانه وتعالى أن ينتقم
من هذا الماى وأن يقطع دابره، فاستجاب الله لدعائها، فمات
الماى توًّا فى أحد الحروب التى اشتعلت ضده فى بعض أقاليم
الدولة التى كانت تحاول الانفصال والتمرد على حكم الأسرة
الحاكمة فى نجيمى.