[*البندقية]
مدينة إيطالية. تقع شرق إيطاليا، بالطرف الشمالى من البحر
الأدرياتى. أقيمت على عدد من الجزر التى تقع فى بحيرات
ساحلية إلى الشمال من دلتا نهر ألبو، ويفصلها عن البحر
الأدرياتى خط من الكثبان الرملية. وتحول اسمها فى العصور
الحديثة من البندقية إلى فينيسيا. وعدد سكانها (٣٧٥) ألف
نسمة. واشتهرت كمركز سياحى وتجارى، وأصبحت من أغنى
المدن الأوربية. وأهم الصناعات بها: الأساور، والعقود، والحلى
الذهبية والفضية، والمنسوجات الحريرية، كما يوجد بها أماكن
لصناعة السفن ومصانع للقصدير والألومنيوم والآلات. وقد ظهرت
البندقية كمدينة فى القرن (٦ م)؛ حيث كان أهالى المدن
الإيطالية يلجئون إليها؛ هربًا من غزوات القبائل البربرية. وبمرور
الوقت نمت قوتها، وجاءت فترات ضعف الإمبراطورية الرومانية
عامةً وضعف إيطاليا بصفة خاصة فشجعت على ظهور مايعرف
باسم القومونات أو المدن ذات الكيان السياسى والاقتصادى
المستقل؛ فظهرت البندقية وجنوة وبيزة، وكانت كل منها
جمهورية مستقلة لها دوقها الذى ينتخبه أبناؤها ولها نفوذها
السياسى، وامتلكت أسطولاً بحريًّا قويًّا له نشاطه الملحوظ فى
البحر المتوسط. وكانت الحروب الصليبية فرصة كبيرة للبندقية
وغيرها من الجمهوريات الإيطالية؛ حيث عرض عليهم البابا نقل
الجيوش الصليبية إلى الأراضى المقدسة بالشام، مقابل أخذ ثلث
الغنائم التى يستولون عليها من أى مدينة، وأن يكون لهم أحياء
تجارية فى هذه المدن، وساعد ذلك البندقية على أن تستولى
فى الحرب الصليبية الرابعة على ثلث القسطنطينية وجزر كريت
وأيونيا وغيرها من الموانئ المطلة على البحر الأدرياتى. وأدت
المنافسة التجارية والبحرية بين البندقية وجنوة إلى قيام حرب
بينهما استمرت أعوامًا كثيرة، تبادلا فيها النصر والهزيمة حتى
انتهت بهزيمة البندقية سنة (١٣٥٣م)، كما شهدت البندقية صراعًا
مع الدولة العثمانية بسبب النشاط التركى فى بحر إيجة، ونجحت