للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*رجاء بن حيوة]

هو أبو المقدام رجاء بن حيوة الكندى. أحد كبار التابعين، قال

عنه ابن كثير فى البداية والنهاية: هو تابعى جليل، كبير القدر،

ثقة، فاضل عادل، وزير صدق لخلفاء بنى أمية، وكان مكحول

إذا سُئل يقول: سلوا شيخنا وسيدنا، رجاء بن حيوة. وقد أثنى

عليه غير واحد من الأئمة، ووثقوه فى الرواية، وله روايات وكلام

حسن، رحمه الله. وقد سجل التاريخ لرجاء موقفه مع الخليفة

سليمان بن عبد الملك عندما أراد أن يعهد بالخلافة إلى ابنه -

وكان غلامًا صغيرًا - فقال له رجاء: ما تصنع ياأمير المؤمنين!

إنه مما يحفظ على الخليفة فى قبره أن يستخلف على المسلمين

الرجل الصالح، فعهد سليمان إلى عمر بن عبد العزيز بالخلافة،

وكتب بذلك كتابًا وعهدًا جعله مع رجاء على ألا يطلع عليه أحد.

وبعد وفاة سليمان أخفى رجاء الخبر، وأرسل إلى قائد الشرطة

كعب بن حامد العبسى، فجمع أهل بيت سليمان فاجتمعوا،

وقال لهم: بايعوا. هذا عهد أمير المؤمنين. فبايعوه فأخبرهم

بوفاة سليمان، وقرأ عليهم الكتاب، فلما انتهى إلى ذكر عمر

بن عبد العزيز نادى هشام بن عبد الملك: لا نبايعه أبدًا، فأجابه

رجاء فى قوة: أضرب والله عنقك، قم فبايع؛ فقام هشام يجرُّ

رجليه. وكان رجاء مستشارًا أمينًا لخلفاء بنى أمية، وخاصة

سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزير. وتُوفِّى رجاء عام

(١١٢هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>