[*مكتبة بغداد]
مؤسسة علمية ثقافية ظهرت إبان العصر العباسى الأول، واجتمع
فيها العلماء والباحثون للبحث والدرس، ولجأ إليها طلاب العلم
والمعرفة، ودُرِّسَت بها علوم الطب والفلسفة والحكمة وغيرها،
وكان لذلك كله أثر واضح فى تطور الثقافة العربية، وازدهار
الحركة العلمية فى ذلك الوقت. ويُنسب إنشاء مكتبة بغداد إلى
الخليفة العباسى هارون الرشيد المتوفَّى سنة (١٩٣ هـ)، وبلغ
نشاطها ذروته فى عهد الخليفة المأمون، المتوفِّى سنة (٢١٨
هـ). وكان تصميمها من الداخل عبارة عن غرف عديدة، تمتد
بينها أروقة كثيرة، بينها أروقة طويلة، وخصصت للكتب غرفة
مزودة بأرفف تُصفُّ عليها الكتب، وللمحاضرات والمناظرات قاعة
معدة، وأخرى للاستراحة، وقُسِّمَ باقى الغرف إلى أقسام، تبعًا
للعاملين فيها، فهناك غرف للمترجمين، وغرف للناسخين، وغرف
للمجلدين والوراقين، وغرف للخازنين والمناولين، بالإضافة إلى
غرف خاصة للتدريس، وأخرى لسكن طلاب العلم. وقد قل الاهتمام
بالمكتبة بعد وفاة المأمون، وانتقال مركز الخلافة إلى سامَرَّاء
على يد الخليفة المعتصم بالله، المتوفَّى سنة (٢٢٧ هـ)، ثم حظيت
ببعض العناية فى عهد الخليفة المتوكل على الله، المتوفَّى سنة
(٢٤٧ هـ). وظلت المكتبة قائمة حتى دهم المغول بغداد سنة (٦٥٦
هـ)، وهدموا مافيها من منشآت، وكانت المكتبة فيما تهدم،
وأحرقت كتبها، وطُمست معالمها، بعد أن ظلت ما يزيد على
أربعة قرون ونصف القرن جامعة إسلامية ومنارة للعلم والعلماء.