للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*عروج]

هو أروج بن يعقوب. أحد أخوين اشتهرا بجهادهما البحرى فى

شمالى إفريقية وسواحل البحر المتوسط إبان القرن (١٠ هـ = ١٦

م)، وأطلق عليهما لقب بارباروسا، أى: ذا اللحية الشقراء، وهما:

أروج أو عروج وخير الدين. كان أبوهما جنديًّا فى الجيش

العثمانى، وانتقل إلى جزيرة مديللي بعد أن فتحها العثمانيون

سنة (٨٦١ هـ)، وتزوج ورزق بأربعة أبناء هم: عروج وخضر

(خير الدين) وإلياس وإسحاق، وعمل الأخير بالتجارة، وقتل

إلياس فى إحدى الأسفار على يد قرصان جزيرة رودوس، ووقع

عروج فى الأسر أثناء إحدى رحلاته البحرية فى أيدى قراصنة

جزيرة رودوس الصليبيين وسجنوه، غير أنه تمكن من الهرب،

وعزم على الانتقام من صليبيى إسبانيا، والبرتغال، الذين كانوا

يهاجمون مسلمى شمالى إفريقية، واتفق مع أخيه خير الدين

على الاستقلال فى جزيرة جربة التونسية، وجعلاها مركزًا

لعملياتهم البحرية فى البحر المتوسط، ولما ذاعت شهرته طلب

منه أهالى الجزائر المساعدة؛ لاستعادة ميناء بجاية من

الإسبان، فأعد حملة قوية، وتمكن من استعادة المدينة سنة

(٩٢١ هـ)، ونجح فى تأسيس حكومة قوية خاضعة له فى مدينة

الجزائر، وانضم إليه عدد كبير من القبائل وسكان المدن من

أقاليم المغرب الأوسط، فأرسل إلى السلطان العثمانى سليم

الأول يعلن ولاءه وطاعته له، ويخبره بما حققه من انتصارات.

واستنجد به أهالى تلمسان لتخليصهم من ظلم بنى زيان، فتمكن

من دخولها وطرد حكامها من بنى زيان، وحكمها باسم الخلافة

العثمانية. ولكن الإسبان أعدوا حملة قوية للاستيلاء على

المدينة، ووقع عروج أسيرًا، ثم قتلوه فى شعبان سنة (٩٢٤ هـ)

عن عمر يناهز (٤٤) عامًا، وخلفه فى جهاده أخوه خير الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>