[*أوليا جلبى]
هو إدريس محمد ظلى رحالة ومؤرخ تركى مسلم. ولد فى مدينة
إسلام بول (إستانبول) بتركيا فى (١٠من المحرم ١٠٢٠ هـ = ٢٥
مارس ١٦١١ م)، وأطلق عليه والده اسم أوليا جلبى تيمنًا باسم
صديق له كان يعلم ابنه. وينتمى أوليا جلبى إلى أسرة عريقة
فى الجاه والثراء، تقلد كثير من أفرادها مناصب رفيعة فى
الدولة العثمانية. تدرج أوليا جلبى فى مدارس إستانبول، وتتلمذ
لبعض علمائها وفقهائها المرموقين، وتعلم من والده فن الخط
والكتابة على الأحجار الكريمة، وتمكن عن طريق خاله من
الالتحاق بالقصر السلطانى والعمل فيه، فدرس الخط والموسيقى
والنحو والقوافى على كبار علماء القصر، وحاز إعجاب السلطان
العثمانى مراد الرابع فجعله من المقربين إليه. وبدأ أوليا جلبى
حياته العملية موظفًا بالقصر، حيث تولى حسابات الجيش، مما
هيأ له فرصة السفر والترحال برفقة الجيش، فنمى عنده حب
الأسفار والرحلات، وأتيحت له فرصة الطواف بالبلدان وتسجيل
كل ماتقع عليه عينه من آثار وأنهار ومدن وقرى وعادات
وتقاليد وغيرها عن البلدان التى ينزل بها، وصنف من ذلك كتاباً
جليلاً هو سياحتنامة (أى كتاب السياحة)، ويقع فى عشرة
مجلدات، وهذا الكتاب هو الذى أكسبه شهرة واسعة بين الرحالة
الأتراك خاصة والمسلمين عامة، واعدَّه كثير من المستشرقين من
أعظم الرحالة والجغرافيين الأتراك والمسلمين قاطبة.