[*خانقاه]
خانقاه أو خانكاه والجمع خوانق وخوانك كلمة فارسية بمعنى:
بيت العبادة وقيل: الموضع الذى يأكل فيه الملك. والخانقاه
اصطلاحًا: هى دار موقوفة لسكنى الصوفية والزهَّاد والعبَّاد،
ويرتب لهم فيها الطعام والكساء وغيرهما من خيرات البساتين
والأسواق والعمائر الموقوفة عليها. وقد ظهرت كلمة خانقاه فى
المصادر العربية فى القرن الرابع الهجرى، وقام السلاجقة
بإنشاء عدد من الخوانق فى بلاد الشام، ثم امتدت الخوانق إلى
أفغانستان ومملكة الغزنويين والغوريين ثم إلى العراق ومصر،
وكانت أول خانقاه تبنى فى مصر فى عهد الأيوبيين سنة
(٥٦٦هـ) على يد صلاح الدين الأيوبى ثم أنشأ خلفاؤه عددًا كبيرًا
منها، ثم حذا حذوهم سلاطين دولة المماليك الجراكسة وأمراؤها.
ولما ضعفت الدولة أهملت الخوانق ثم ظهرت فى العصر العثمانى
وأطلق عليها اسم تكية والجمع تكايا، وقد انتشرت الخوانق فى
بلدان العالم الإسلامى، خاصة فى دمشق وبغداد والقاهرة،
وأشهر خوانق القاهرة خانقاه بيبرس الجاشنكيرى وخانقاه
فرج بن برقوق وخانقاه الأشرف برسباى. وفى العصر
المملوكى ازدهرت الخانقاه؛ إذ كانت عبارة عن معهد ثقافى
تدرس فيه العلوم، وزودت بالحمامات والمطابخ والمدافن وأدوات
المعيشة من الأمتعة والنفائس. وجرت العادة أن يعين لكل خانقاه
شيخ أو أكثر وعدد من الصوفية. وقد اختلف عدد الصوفية فى
كل خانقاه حسب اتساعها وريع أوقافها، ويتراوح غالبًا بين
عشرة ومائة صوفى، وينبغى أن تتوافر فيهم شروط الصوفية،
مثل المعرفة بالطريقة وآداب المتصوفة ونحو ذلك.