[*أقليس]
معركة جرت أحداثها فى بلدة أقليس، الواقعة شمالى جبال
طليطلة، بين المرابطين بقيادة تميم والى غرناطة وبين
القشتاليين بقيادة البرهانس وكونت دى قبرة وكونتات طليطلة،
وبينهم الأمير الفتى الإنفانت سانشو. وكان قوام جيش المرابطين
بضعة آلاف فارس، وكان يتكون من حشود غرناطة وقرطبة
وشرق الأندلس، أما الجيش القشتالى فقد كان متفوقًا على
المرابطين فى الكثرة؛ إذ بلغ قوامه نحو (١٠) آلاف فارس. دار
القتال بين الفريقين فجر يوم الجمعة (١٦من شوال ٥٠١هـ)،
وبينما القتال على أشده إذ وقع حادث كان حاسماً لمصير
المعركة، وهو إصابة الأمير سانشو بطعنة قاتلة، وسقوط
الكونت دى قبرة مدافعًا عنه، فدبت الفوضى بين صفوف
القشتاليين، وكثر القتل بينهم، ولجأ الكثيرون منهم إلى الفرار،
وسقط معظم القادة والكونتات قتلى، وارتدت فلول القشتاليين
صوب طليطلة، وحاول الكونتات السبعة الذين كانوا يؤلفون
حاشية الأمير القتيل الفرار، إلا أن جماعة من المسلمين لحقت بهم
وقتلتهم عن آخرهم. وبانتهاء القتال أمر الأمير تميم بجمع رءوس
القتلى من النصارى، فجمعت الدانية منها، وتركت النائية، فبلغ
ما جمع منها أكثر من (٣٠٠٠) رأس، مُيِّزت منها رءوس غرسيه
أردونيش وقواد طليطلة، فكدست، وأذن من فوقها المؤذنون؛
وفقاً للتقليد المأثور. واستولى المرابطون فى الوقت نفسه على
عدد كبير من الأسلاب والغنائم. ومن نتائج موقعة أقليس توطيد
سلطان المرابطين فى المناطق الوسطى والشرقية فى الأندلس،
وإعلاء مكانتهم العسكرية والدفاعية.