*جمال الدين (سلطان عَدَل)
هو جمال الدين محمد بن سعد الدين، من أسرة عمر ولشمع
القرشية، التى أقامت سلطنة أوفات الإسلامية شرق الحبشة، ثم
سلطنة عدل الإسلامية فى جزءٍ كبير من أراضى السلطنة
السابقة. وجمال الدين هو ثالث سلطان يحكم السلطنة الأخيرة
وذلك لمدة سبع سنوات فى الفترة من (٨٢٨ - ٨٣٥ هـ = ١٤٢٤ -
١٤٣١ م). وكان ملك الحبشة إسحاق بن داود قد أسر سلطان
عدل السابق وأخاه، وهما منصور ومحمد ابنا سعد الدين وظلا
فى سجنه حتى تُوفِّيا. وتمكن إسحاق أن ينزل بالمسلمين فى
بلاد زيلع وقائع شنيعة، كما كاتب ملوك الفرنجة يستحثهم على
التعاون معه لإزالة دولة المسلمين من كل مكان. ومن ثم قام جمال
الدين سلطان عدل وأخذ يستعد لملاقاة هذا الملك الحبشى، الذى
عزم على ألا يبقى بالمنطقة مسلم قط، واستطاع جيش جمال
الدين أن ينزل هزيمة ساحقة بجيش ملك الحبشة، كما هاجم جيش
جمال الدين الأحباش مرة ثانية فى إمارة بالى، فهزمهم وأسر
معظمهم. وبموت إسحاق تعرضت الحبشة لكثير من الفتن
والمنازعات على العرش، فانتهز جمال الدين الفرصة وأمعن فى
غزو بلاد الحبشة فغزا إمارة دوارد وأسر ثلاثة من أمراء ملك
الحبشة وهاجم أمهرة عقر دار هذا الملك، ودخل كثير من عماله
وأمرائه فى طاعة جمال الدين الذى كثرت غنائمه وأسلم على
يديه عددٌ كبير من الأحباش. ولكن الحقد والحسد والجهالة أعمت
قلوب بنى عمه؛ فاغتالوه فى عام (٨٣٥ هـ = ١٤٣١ م) وهو فى
ذروة مجده وانتصاره، دون أن يلقوا بالاً إلى مصير الإسلام الذى
أصبح فى كفة الميزان. ويبدو أن هؤلاء المتآمرين كانوا على
اتصال بملك الحبشة زرء يعقوب الذى أطمعهم فى كرسى الحكم
وحرضهم على ارتكاب هذه الجريمة؛ حتى يتخلص من هذا
السلطان الشجاع المجاهد الذى تمكن من التوغل داخل هضبة
الحبشة نفسها، والذى كان محبوبًا من الرعية نظرًا لاهتمامه
بأمرهم ونشره العدل بينهم، وكان كما يقول المقريزى: خير