[*مالى (دولة)]
أسس هذه السلطنة شعب زنجى أصيل هو شعب «الماندنجوه»،
أو «الماندنجو» ومعناها «المتكلمون بلغة الماندى»، ويطلق
«الفولانى» على هذا الشعب اسم «مالى»، ويلقبه المؤرخون
العرب بلقب «مليل» أو «ملل»، وتقع سلطنة «مالى» بين بلاد
«برنو» شرقًا والمحيط الأطلسى غربًا وجبال البربر شمالا
و «فوتاجالون» جنوبًا. وقد اشتهرت باسم بلاد «التكرور» وهى
أحد أقاليمها الخمسة التى اشتملت عليها المملكة زمن قوتها
وازدهارها، وكان كل إقليم منها عبارة عن مملكة مستقلة
استقلالا ذاتيا، لكنها تخضع لسلطان «مالى»، وهذه الأقاليم
الخمسة حسبما ذكرها «القلقشندى»: ١ - «مالى»، ويتوسط
أقاليم المملكة. ٢ - «صوصو»، ويقع إلى الجنوب من «مالى». ٣ -
«غانة»، ويقع شمال «مالى» ويمتد إلى «المحيط الأطلسى». ٤ -
«كوكو»، ويقع شرق إقليم «مالى». ٥ - «تكرور»، ويقع غرب
«مالى» حول «نهر السنغال». ولايعرف إلا القليل عن نشأة
مملكة «مالى» ويتلخص فى أنه فى نحو منتصف القرن الحادى
عشر الميلادى تقريبًا اعتنق ملوك «الماندنجو» فى «كانجابا»
(مالى) الإسلام، وأنشئوا دُوَيلة صغيرة انفصلت عن مملكة
«غانة»، وظفرت بنوع من الاستقلال الذاتى، مستغلة الصراع
الذى نشب بين المرابطين ومملكة «غانة» واستطاع ملوك
«كانجابا» أن يوسعوا مملكتهم فى أوائل القرن الثالث عشر
فى اتجاه الجنوب والجنوب الشرقى، مما أثار حفيظة ملك
«الصوصو»، الذى أخذ يعمل للسيطرة على مملكة «كانجابا»
الناشئة وكادت جهوده تكلل بالنجاح، بعد أن استطاع القضاء
على دولة «غانة» الإسلامية عام (٦٠٠هـ = ١٢٠٣م)، لكن
«سندياتا» ملك «كانجابا» الذى اشتهر باسم «مارى جاطة»
(٦٢٧ - ٦٥٣هـ = ١٢٣٠ - ١٢٥٥م) استطاع أن يقهر ملك
«الصوصو»، وأن يقتله فى إحدى المعارك عام (٦٣٢هـ =
١٢٣٥م) وأن يضم بلاده إليه، ثم وسَّع نفوذه شمالا واستولى
على البقية الباقية من مملكة «غانة» عام (٦٣٨هـ= ١٢٤٠م)،