للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*أبو عبد الله الزَّغَل

هو أبو عبد الله محمد بن سعد المعروف بالزَّغَل أى الشجاع

الباسل، ويعرف أيضًا بمحمد الثانى عشر؛ للتفريق بينه وبين

أبى عبد الله محمد بن على بن سعد المعروف بأبى عبد الله

الصغير، أحد ملوك الأندلس وآخرهم فى آخر عهدها بالحكم

العربى الإسلامى. دخل الزَّغَل فى صراع مع أخيه أبى الحسن

بن سعد الذى تولى الحكم بعد وفاة أبيه سعد بن محمد سنة

(٨٦٨ هـ) واستمر الصراع عدة سنوات، وانتهى بانقسام غرناطة

إلى قسمين؛ حيث حكم الزَّغَل مالقا، أما أبو الحسن فاستقر

حكمه فى غرناطة. كان الزَّغَل وافر الشجاعة والجرأة،

واستطاع الانتصار على النصارى فى مواقع مهمة مثل موقعة

الشرقية سنة (٨٨٨ هـ) وقتل وأسرآلاف النصارى، كذلك انتصر

على القشتاليين سنة (٨٩٠ هـ). وبعد وفاة أبى الحسن بن سعد

تولى الزغل حكم غرناطة سنة (٨٨٨هـ)، إلا أن الحرب الأهلية

قامت فى غرناطة بينه وبين ابن أخيه أبى عبد الله الصغير

دفعت النصارى إلى احتلال مناطق عديدة من الأندلس، وتحصن

الزَّغَل فى وادى آش، وبذلك انقسمت غرناطة ثانية إلى قسمين؛

أحدهما فى غرناطة وسيطر عليه أبو عبد الله الصغير والآخَر

فى وادى آش وسيطر الزَّغَل عليه. وقد حاول الزَّغَل الاستعانة

بالملوك المسلمين فى إفريقية ومصر لإنقاذ مالقا أقوى ثغور

الأندلس، بيد أن مالقا سقطت فى أيدى النصارى سنة (٨٩٢هـ)،

وبدأ النصارى فى القضاء على الزَّغَل؛ خوفًا من شديد بأسه

وشجاعته. واستطاعوا السيطرة على وادى آش سنة (٨٩٥ هـ)

بعد استسلام الزَّغَل بناءً على المعاهدة التى وقَّعها معهم.

واستقر الزَّغَل فى مدينة أنْدَرَش تحت حماية ملك قشتالة، غير

أنه غادرها مقابل مبلغ ضخم، ونزل وهران، ثم استقر فى

تلمسان وقضى بها بقية حياته.

<<  <  ج: ص:  >  >>