[*عثمان بن عفان]
هو «عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف»، ولِد بعد «عام الفيل» بست سنوات (٥٧٦م)، وأمه
«أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس»،فعثمان
يلتقى فى نسبه من جهة أمه وأبيه مع النبى - صلى الله عليه
وسلم - فى «عبدمناف». كان ربعة من الرجال، ليس بالقصير ولا
بالطويل، حسن الوجه أبيض مشربًا بحمرة، غزير الشعر يكسو
ذراعيه شعر طويل، طويل اللحية، ومن أحسن الناس ثغرًا.
أجمعت المصادر التى أرخت له على وصفه بسماحة النفس، ورقة
المشاعر، وكان رضى الخلق، كريمًا، شديد الحياء، صوَّامًا
قوَّامًا، محبوبًا من الناس فى جاهليته وإسلامه. وتحدث هو عن
نفسه فقال: لقد اختبأت لى عند ربى عشرًا، إنى لرابع أربعة
فى الإسلام، ولقد ائتمننى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
على ابنته - رقية - ثم توفيت، فزوجنى الأخرى - أم كلثوم -
ووالله ما سرقت ولا زنيت فى جاهلية ولا إسلام قط ولا تغنيت،
ولا تمنيت ولا مسحت فرجى بيمينى منذ بايعت رسول الله، ولقد
جمعت القرآن على عهد رسول الله، ولا مرت بى جمعة منذ
أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة، فإن لم أجد فيها رقبة أعتقت
فى التى تليها رقبتين. أسلم «عثمان» مبكرًا، وكان الذى دعاه
إلى الإسلام هو «أبو بكر الصديق»، وجاء به إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فأسلم على يديه بعد إسلام «أبى بكر»
مباشرة، ولذا كان يقول: «إنى لرابع أربعة فى الإسلام بعد
«أبى بكر» و «خديجة» و «زيد بن حارثة»، وحرص عثمان على
إسلامه أشد الحرص، على الرغم من الضغوط التى تعرض لها،
فعندما علم عمه «الحكم بن أبى العاص» بإسلامه أوثقه
بالحبال، وقال له: «ترغب عن دين آبائك إلى دين محدث؟ والله
لا أدعك حتى تدع ما أنت فيه» فأجابه «عثمان»: «والله لا أدعه
أبدًا ولا أفارقه». تزوج «عثمان بن عفان» من ابنتى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -، فتزوج «رقية»، وظلت معه حتى تُوفيت