[*الديوان الهمايونى]
اسم أطلق على الديوان الذى يجتمع برئاسة السلطان، لينظر فى
أمور الدولة ذات الأهمية الأولى، وهو امتداد حضارى لهذه
المؤسسة منذ عهد السلاجقة ثم الإيلخانيين والدول التركية
الأخرى، ومثله فى ذلك مثل الديوان العالى عند السلاجقة
والديوان الكبير عند الإيلخانيين والديوان السلطانى عند
المماليك. كانت مهمة الديوان الهمايونى دراسة أمور الدولة
السياسية والإدارية والعسكرية والعرفية والشرعية والعدلية
والمالية، كما كانت مهمته النظر فى الشكاوى والقضايا، واتخاذ
القرار بشأنها، وكان الديوان مفتوحًا لكل من يتمتع بحماية
الدولة العثمانية مهما يكن دينه أو ملته، ومهما يكن عرقه أو
مكان موطنه فى الدولة، ومهما تكن مهنته أو الطبقة الاجتماعية
التى ينتمى إليها، كما كان الديوان مفتوحًا لكل رجل أو امرأة
يتعرض للظلم، أو لمن صدر حكم من القضاة المحليين ضده ويرى
خطأ هذا الحكم، أو لمن يشكو الولاة أو الجنود أو الضباط، أو
لمن وقع عليه ظلم القائمين على الأوقاف. وكانت الشئون الإدارية
والعرفية فى الديوان من اختصاص «الوزير الأعظم»، أما الشئون
الخاصة بالأراضى فكانت من اختصاص «النشانجى» (التوقيعى)،
أما الشئون الشرعية والقانونية فكانت من اختصاص «قاضيى
عسكر»، أما الشئون المالية فكانت من نصيب «الدفتردار»،
وكانت القرارات التى يتخذها والأمور التى ينظرها تسجل بدفاتر
تسمى «مهمة دفترى» و «رءوس دفترى» و «نامه» و «عهد نامه»
ثم تُمهر بخاتم السلطان الذى يكون عادة فى عهدة الوزير
الأعظم، ثم تودع فى «الدفترخانة». ويتشكل الديوان الهمايونى
من أعضاء دائمين (الأعضاء الطبيعيين)، وأعضاء مؤقتين.
الأعضاء الدائمون: هم السلطان والصدر الأعظم أو الوزير الأعظم
وقاضيا العسكر والنشانجى (وهو التوقيعى أو الطغرائى)
والدفتردار. الأعضاء المؤقتون: هم أمير أمراء الروملى (إذا كان
موجودًا فى العاصمة)، وأغا الإنكشارية، وقائد الأسطول (إذا