للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*عمر بن الخطاب]

هو «عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزى بن رباح» وأمه

«حنتمة بنت هشام بن المغيرة». أسلم فى العام الخامس من

البعثة، وعمره سبع وعشرون سنة، بعد أربعين رجلا، وإحدى

عشرة امرأة، أسلموا قبله، وكان قبل إسلامه معاديًا للإسلام

شديدًا فى عداوته، لكن الله شرح صدره للإسلام استجابة لدعاء

النبى - صلى الله عليه وسلم - له: «اللهم أعز الإسلام بعمر بن

الخطاب». وعُرف «عمر بن الخطاب» بشخصية قوية، وإرادة لا

تلين، وحزم وعزم فى الأمور، وهيبة فى القلوب، وكان سفير

«قريش» فى الجاهلية، وهى مهمة تحتاج إلى علم وعقل،

وكياسة وحسن تصرف. عمل «عمر» فى بداية نشأته بالرعى،

ثم عمل فى التجارة إلى الشام وإلى «اليمن»، وكان يحرص

على مقابلة ذوى الشأن فى تلك البلاد؛ ليزداد علمًا وخبرة

بالحياة، وكان واحدًا من سبعة عشر رجلا من «قريش» يعرفون

القراءة والكتابة فى «مكة». واشتهر «عمر بن الخطاب» أنه كان

قوى البنية، طويل القامة، إذا مشى بين الناس أشرف عليهم،

كأنه راكب على دابته، أبيض اللون تعلوه حمرة، جهورى

الصوت، قليل الضحك، لا يمازح أحدًا، مقبلا على شأنه. أما

صفاته الأخلاقية فهى «الإحساس الكامل بالمسئولية، والشدة

والفراسة، والعدل والهيبة، وواضح أن هذه الصفات هى نتاج

عوامل كثيرة متنوعة، مثل نشأة «عمر» الأولى وثقافته، والقيم

التى غرسها الإسلام فى نفسه. أما إحساس «عمر» الكامل

بمسئوليته قِبَل الرَّعية، فذلك ما لاحاجة بنا إلى التدليل عليه،

ويمكن إرجاعه إلى النزعة الدينية التى ملكت عليه شغاف نفسه،

والتى شهد له بها الجميع، وعلى رأسهم رسول الله - صلى الله

عليه وسلم -، فالعقيدة وحدها هى التى تبلغ بالمرء هذا

المستوى القدسى، وهى التى تجعل الإنسان رقيبًا على نفسه

فى جميع حركاته وسكناته، ولن تغنى عنها أية رقابة أخرى».

احتل «عمر بن الخطاب» منذ أن أسلم المكانة التالية لمكانة

<<  <  ج: ص:  >  >>