للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*عبدالرحمن بن رستم]

بويع «عبدالرحمن» سنة ١٦٢هـ=٧٧٩م ليكون أول إمام للدولة

الإباضية (الرستمية) الناشئة فى ربوع «المغرب الأوسط»، وقد

كان أحد طلاب العلم، ودرس على يد «أبى عبيدة مسلم ابن أبى

كريمة»، فلما أتم تعليمه عمل على نشر «المذهب الإباضى»

ودعمه، ثم عينه «أبو الخطاب» نائبًا له على «مدينة القيروان»،

فاكتسب الخبرة الإدارية، وعرف طبائع الناس وظروفهم، ولم

يدخر جهدًا فى محاربة الولاة العباسيين، وجَمْع شمل

«الإباضية»، خاصة بعد مقتل «أبى الخطاب». كان «عبدالرحمن»

رجلاً زاهدًا، وذا صبر على الشدائد، وملتزمًا بكتاب الله وسنة

نبيه، واشترط على الناس حين وقع اختيارهم عليه للإمامة أن

يسمعوا له ويطيعوا ما لم يحد عن الحق، ثم اختط مدينة

«تهيرت»، ودخل فى طاعته العديد من القبائل مثل: «لماية»،

و «سدرانة»، و «مزاتة»، و «لواتة»، و «مكناسة»، و «غمارة»،

و «أزداجة»، و «هوارة»، و «نفوسة»، وقد افترشت هذه القبائل

مساحات واسعة، امتدت من «تلمسان» غربًا حتى «طرابلس»

شرقًا. ومضى «عبدالرحمن» فى حكم البلاد بالعدل، منتهجًا

سياسة شرعية فى إدارتها، مما أشاع الاستقرار والأمن بين

الناس، فلما شعر بدنو أجله اختار مجلسًا للشورى، ليُختار من

بين أفراده مَن يصلح للإمامة من بعده، واختار ابنه «عبدالوهاب»

ضمن أفراد هذا المجلس، ثم مات فى سنة (١٦٨هـ= ٧٨٤م).

<<  <  ج: ص:  >  >>