[*البويهيون]
ينتسب البويهيون إلى «أبى شجاع بويه» الذى نشأ فى «بلاد
الديلم» التى تقع جنوبى غربى «بحر قزوين» أو «بحر الخزر»
بين منطقتى «طبرستان» و «الجبال». وكانت هذه البلاد معقلاً
لنفوذ العلويين، فانتشر فيها التشيع. ورغم أن «أبا شجاع
بويه» كان فقيرًا فإنه كان يتحلى بروح المغامرة والشجاعة،
كما تشرب الروح الشيعية التى كانت سائدة فى «بلاد الديلم».
وقد انضم «أبو شجاع» إلى العلويين فى صراعهم مع
السامانيين، ومع ذلك فلم يكن هو المؤسس الحقيقى لأسرة
«بنى بويه»، وإنما كان أبناؤه الثلاثة «على»، و «حسن»،
و «أحمد» هم الذين قاموا بذلك، فقد التحق أبناؤه بخدمة «ماكان
بن كاكى» أحد القواد البارزين المناصرين للداعية الشيعى
«الحسن بن على»، الملقب بالأطروش، وأبرزوا تميزًا فى خدمته
فارتقوا من مرتبة الجنود إلى رتبة القادة، ثم حدث صراع بين
«ماكان» و «مرداويج بن زيار» أحد القادة الفرس فى منطقة
«الديلم»، وأحس أبناء «بويه» أن كفة «مرداويج» هى الراجحة
فى هذا الصراع، فانضموا إليه، فيما بين عامى (٣١٦و٣١٧هـ=
٩٢٨ و ٩٢٩م)، وكان ذلك بداية تمكن نفوذهم فى فارس
والمناطق المحيطة بها. وقد ظهر «بنو بويه» - أو البويهيون -
على مسرح الأحداث فى أواخر عصر نفوذ الأتراك، فبدءوا منذ
عام (٣٢١هـ= ٩٣٣م) يؤسسون لأنفسهم مناطق نفوذ تخضع
لسيطرتهم التامة، فاستولوا على «فارس»، و «شيراز»
و «أصبهان»، و «الرى»، و «همذان» و «الكرج» و «كرمان»،
وأغراهم ذلك على التطلع إلى مد نفوذهم إلى «العراق» موطن
الخلافة العباسية. وقد ساعدهم على ذلك تضاؤل النفوذ التركى،
واشتداد الصراع على منصب «أمير الأمراء» الذى ابتدعه الخليفة
«الراضى بالله» سنة (٣٢٤هـ= ٩٣٦م)، مما أدى إلى تمزق الكلمة
وضعف الجبهة التى يمكن أن تحمى دار الخلافة فلم يجد «أحمد
بن بويه» أى صعوبة فى دخول «بغداد» والسيطرة عليها بدون
قتال فى (الحادى عشر من جمادى الأولى سنة٣٣٤هـ = يناير