[*العثمانية (دولة)]
تنسب الدولة العثمانية إلى الأمير عثمان بن أرطغل ويتجاوز
تاريخها ستة قرون، ويمتد عبر مساحة كبيرة من الأرض، شملت
«العراق» و «الجزيرة العربية» و «مصر» و «الشام» وشمال
إفريقيا و «الأناضول» وشرق أوربا. وقد مرَّ تاريخ الدولة
العثمانية بمراحل عديدة، بدأت بمرحلة الإمارة، وهى فترة
التأسيس والبناء، وتبدأ من إمارة «عثمان» الذى تنسب إليه
الدولة العثمانية، وتنتهى بإمارة «مراد بن أورخان». وقد شهدت
هذه الفترة المبكرة من تاريخ الدولة نشاطًا حربيا فى أوربا،
ووَضْع التنظيمات الإدارية، وظهور فرقة الإنكشارية؛ وكانت أهم
فرق جيش الإمارة. ثم انتقلت الدولة من مرحلة الإمارة إلى السلطنة
على يد «بايزيد الأول» المشهور بالصاعقة، وامتدت هذه الفترة
حتى عهد السلطان «سليم الأول» الذى فتح «مصر» و «الشام»
سنة (٩٢٣هـ= ١٥١٧م)، وسقطت بذلك الخلافة العباسية فى
«القاهرة»، وانتقلت إلى العثمانيين. وفى هذه الفترة - أيضًا -
فتح السلطان «محمد الفاتح» مدينة «القسطنطينية» عاصمة
الدولة البيزنطية واتخذها عاصمة لدولته، وأطلق عليها اسم
«إستانبول»، وكان لهذا الفتح دوىٌّ كبير، فسُرَّ به العالم
الإسلامى سرورًا عظيمًا، وكتب «البابا» إلى جميع الحكام
الأوربيين طالبًا منهم قيام اتفاق صليبى جديد. وبعد أن انتقلت
الدولة العثمانية إلى مرحلة الخلافة على يد «سليم الأول» انطلقت
نحو الدولة العالمية، فاتسعت رقعتها وقويت شوكتها، وبخاصة
فى عهد «سليمان القانونى» الذى حكم نحو ست وأربعين سنة،
بلغت الدولة خلالها أوج عظمتها قوةً واتساعًا وحضارة. ثم
توقفت الدولة العثمانية فى عهدها الثانى عن الفتح والتوسُّع،
وولَّت العصور التى كان فيها نفوذها يعبر القارات ويوجِّه
سياسة العالم، وعندئذٍ نظر العثمانيون إلى أنفسهم، وأيقنوا أن
هناك خللا يستوجب الإصلاح. وقد قامت عدة محاولات للإصلاح،
سواء التى سلكت طريق الإحياء الإسلامى، أو التى أخذت