[*دار الندوة]
هى دار أنشأها قصى بن كلاب بن مرة بمكة. كان يجتمع فيها
سادات مكة وعظماؤها؛ للمشاورة فى أمور السلم والحرب،
ففيها تتم عقود الزواج والمعاملات ولواءات الحرب وغيرها، ولم
يكن يدخلها إلا ابن الأربعين سنة أو ما زاد، ولكن دخلها أبوجهل
وهو ابن ثلاثين لجودة رأيه، وحكيم بن حزام للسبب نفسه وهو
ابن خمسة عشر عامًا. ولم تكن دار الندوة برلمانًا أو مجلس
شيوخ على النحو المفهوم من المصطلح السياسى المستخدم
الآن، وإنما كانت دارًا للشورى والرأى، تتخذ رأيًا عند ظهور
حاجة إلى ذلك، ولم تكن قراراتها ملزمة، بل قد يخالفها سيد ذو
رأى ومكانة، وربما قام وجهاء القوم وسادة الأسر بدور أكثر
فاعلية من دور دار الندوة فى فض الخصومات. وجاء الإسلام
ودار الندوة فى يد حكيم بن حزام فباعها لمعاوية بن أبى سفيان
بمائة ألف درهم، فلامه معاوية، وقال: أبعت مكرمة آبائك
وشرفهم! فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، والله لقد
اشتريتها فى الجاهلية بزق خمر (الزق: وعاء من الجلد توضع
فيه الأشربة)، وقد بعتها بمائة ألف درهم، وأشهدكم أن ثمنها
فى سبيل الله تعالى.