الفصل الثالث عشر
*البحرين
كانت المناطق التى تقع على امتداد الساحل الغربى للخليج العربى
تُسمَّى: «البحرين» أو «الإحساء» أو «هجر»، وذكر ذلك «ياقوت
الحموى» بقوله: «البحرين اسم جامع للبلاد على ساحل الخليج بين
البصرة وعمان، وتُسمَّى هذه المنطقة أيضًا هجر وقيل: إن هجر قصبة
البحرين، فيها عيون ومياه وبلاد واسعة».
الإسلام فى البحرين:
بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعلاء بن الحضرمى إلى
«البحرين» ليدعو أهلها إلى الإسلام، وأرسل - صلى الله عليه وسلم -
كتابًا إلى «المنذر بن سلوى التميمى» حاكم «البحرين» يدعوه فيه
إلى الإسلام، فأسلم من ساعته، فثبته النبى فى مكانه، فظل به
حتى وفاته سنة (١١هـ) فتولى «البحرين» من بعده «العلاء بن
الحضرمى» الذى تُوفِّى سنة (٢٠هـ)، فتولى من بعده عدد من كبار
الصحابة والتابعين، ومنهم:
«قدامة بن مظعون»، و «أبو هريرة»، و «عثمان بن أبى العاص»،
و «مروان بن الحكم»، و «عبيدالله بن العباس»، و «المهاجر ابن عبدالله
الكلابى»، وجدير بالذكر أن «عثمان بن أبى العاص» أحد ولاة
«البحرين» كان أحد القادة الكبار فى عهد «عمر بن الخطاب»،
وأسهم فى فتح بلاد فارس، وقد ترك أخاه «المغيرة بن أبى
العاص» خليفة له على «البحرين» حين جهاده فى فتح فارس.
البحرين فى عهد الخلفاء الراشدين:
ظهرت الردة فى بعض قبائل «البحرين»، ووحدوا صفوفهم لمحاربة
المسلمين، فأرسل إليهم «أبو بكر الصديق» جيشًا بقيادة «العلاء بن
الحضرمى» تمكن من إخماد ردتهم، وإعادتهم إلى الإسلام ثانية،
وتمكن «العلاء» من توجيه عدة ضربات إلى الفرس الذين يثيرون
القلاقل فى المنطقة حتى استدعاه «عمر بن الخطاب» وولاه على
«البصرة»، وظلت «البحرين» موضع عناية الخلفاء الراشدين.
البحرين فى العهد الأموى:
اهتم الأمويون بالبحرين؛ لصلتها ببلاد فارس التى كانت تثير القلاقل
فى البلاد الإسلامية كلما سنحت لها الفرصة، وظلت «البحرين» موضع