للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*مارية القبطية]

هى مارية بنت شمعون القبطيَّة. وُلِدت لأبٍ قبطى مصرى وأم

رومية، فى قرية حَفن من أنصِفا الواقعة على الضفة الشرقية

للنيل تجاه الأشمونين (مركز ملوى بمحافظة المنيا بصعيد مصر).

أهداها المقوقس حاكم الإسكندرية إلى رسول الله سنة (٧هـ =

٦٢٨م)، وأرسلها إليه مع حاطب بن أبى بلتعة فعرض عليها

الإسلام فأسلمت. وقد أنزلها الرسول فى بيت لحارثة بن

النعمان، ثم حولها إلى العالية. وعندما ولدت مارية للنبى إبراهيم

قال الرسول: أعتقها ولدها، ولما حضرت إبراهيم الوفاة سنة (

١٠هـ = ٦٣١ م) قال النبى: إن العين تدمع، والقلب يحزن،

ولانقول إلا ما يرضى ربَّنا، وإنا بفراقك ياإبراهيم لمحزونون.

وهى تشابه هاجر زوجة إبراهيم الخليل وأم إسماعيل عليهما

السلام، فكلتاهما من مصر، وأهديتا إلى نبى، وأم ولد، كما

فُسِّر بهما (النسب والصهر) الوارد فى قوله: استوصوا بأهل مصر

خيرًا، فإن لهم نسبًا وصهرًا. فالنسب لهاجر والصهر لمارية. وبعد

وفاة النبى أنفق عليها أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، حتى

تُوفِّى، ثم أنفق عليها عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، حتى

توفيت فى خلافته فى المحرم سنة (١٦هـ = ٦٣٧ م)، وكان عمر

يحشر الناس لشهود جنازتها، وصلى عليها، ودفنت بالبقيع

بالمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>