للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*قلاوون]

هو «المنصور سيف الدين قلاوون» أحد سلاطين دولة المماليك

فى مصر والشام، انتقل إليه عرش السلطنة سنة ٦٧٩هـ = ١٢٨٠م

بعد «سلامش» (ابن «الظاهر بيبرس») واستمرت السلطنة فى بيته

وأسرته حتى انتهاء دولة المماليك البحرية فى سنة (٧٨٤هـ)،

ولعل التجارب السياسية التى مر بها وتعرض لها فى خدمة

«بيبرس» ومن قبله «قطز»، هى التى مهدت له السبيل لكى

يكون أحد سلاطين المماليك الأقوياء والبارزين، وسار على نهج

«بيبرس» السياسى فى إدارة شئون البلاد والتقرب من الشعب،

واستقدم كثيرًا من المماليك وأطلق عليهم اسم «البرجية» نسبة

إلى أبراج القلعة التى أقاموا فيها وجعلهم عونًا له، وأعدهم

ليكونوا عونًا لأبنائه من بعده فى تثبيت عروشهم. ومضى على

نهج «بيبرس» فى إخراج الصليبيين من بلاد الشام، واستعاد

«اللاذقية» و «طرابلس» من أيديهم فى سنة (٦٨٨هـ)، وتابع

التتار وطارد فلولهم وهزمهم وأبعد أذاهم نهائيا عن «مصر»

و «الشام». ويُعدُّ «قلاوون» من أبرز سلاطين الدولة المملوكية

العظماء، كما يُعد أحد مؤسسى هذه الدولة، إذ أنفق أموالا

طائلة على الإصلاحات والإنشاءات، وأشرف على سير العمل

فيها بنفسه فى حزم وعزم شديدين، ولعل أبرز الإنشاءات التى

ترجع إلى عصره تلك القبة التى بناها، ودُفن تحتها، كما بنى

«مدرسة» و «مارستانًا» -حملا اسمه - عام (٦٨٨هـ)، ومازال هذا

المارستان قائمًا حتى الآن ويُعرف باسم: مستشفى قلاوون»،

وظل «قلاوون» يقوم بدوره الحربى والسياسى والاجتماعى

والحضارى فى البلاد على أكمل وجه حتى وفاته سنة (٦٨٩هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>