[*بات (سلطنة)]
ظهرت هذه السلطنة على مسرح التاريخ نتيجة لهجرة عربية
وفدت من «عُمان» إلى ساحل شرقى إفريقيا فى أوائل القرن
السابع للهجرة الثالث عشر الميلادى؛ حيث كونت سلطنة إسلامية
نبهانية فى «بات» تولت حكم شطر كبير من هذا الساحل، وظلت
موجودة حتى عام (١٢٧٨هـ = ١٨٦١م). والنباهنة قوم من العتيك
من الأزد فى «عُمان» كانوا قد استولوا على مقاليد السلطة
هناك بعد أن دبت الفوضى فى البلاد وانقسم العمانيون إلى
طائفتين متخاصمتين، وحكم النباهنة عمان نحوًا من خمسمائة
عام، حيث قامت دولتهم هناك عام (٥٠٠هـ= ١١٠٦م) أو عام (٥٠٦
هـ= ١١١٢م) واستمرت حتى نهاية القرن العاشر الهجرى عندما
قامت دولة اليعاربة فى عُمان عام (١٠٢٤هـ = ١٦١٥م). ويبدو أن
الدولة النبهانية فى عمان قد مرت بأطوار من القوة والضعف
بسبب الصراع الداخلى على الحكم، وكان الطور الأول يشمل مدة
قرن من الزمان والذى انتهى بهجرة أحد ملوك النباهنة، وهو
على أرجح الأقوال «سليمان ابن سليمان بن مظفر النبهانى»
إلى ساحل شرقى إفريقيا فى عام (٦٠٠ - ٦١١هـ) واستقر هو
وأتباعه فى مدينة «بات» التى تقع فى «أرخبيل» لامو (فى
كينيا الآن). وأقاموا سلطنة هناك وحكموا جزءًا كبيرًا من
الساحل متخذين من «بات» مقرا لسلطنتهم، وذلك بعد أن استطاع
أول سلطان لهم هناك، وهو «سليمان بن سليمان بن مظفر
النبهانى»، أن يتزوج أميرة سواحيلية، ليست فارسية، هى ابنة
«إسحاق» حاكم «بات» فى ذلك الحين، وعن طريق زوجته ورث
الملك، كما يقال: إن والدها تنازل له عن الحكم فأصبح الحاكم
الشرعى لبات، ومن ثم نقل بلاطه من عُمان إلى شرق إفريقيا.
وقد نمت هذه السلطنة واتسعت فى عهد أبنائه وأحفاده، ففى
عهد السلطان «محمد الثانى بن أحمد» (٦٩٠ - ٧٣٢هـ = ١٢٩١ -
١٣٣١م) توسعت السلطنة شمالا بعد حملات ناجحة قام بها هذا
السلطان أخضع فيها كل المدن الساحلية التى تقع شمالى