[*إبراهيم بن محمد على]
هو إبراهيم بن محمد على، والى مصر من قِبَل الدولة العثمانية.
وُلِد فى مدينة قولة (اليونان حاليًّا). ولاَّه أبوه منصب الدفتردار
سنة (١٢٢٢ هـ)، فقام بعمل مسح كامل لأطيان القطر المصرى،
وبمطاردة فلول المماليك حتى أخرجهم من القطر المصرى كله
فى أعقاب مذبحة القلعة سنة (١٢٢٦ هـ)، كما قاد الحملة التى
وُجِّهَتْ للقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى
الحجاز، وتمكَّن من أن يُحكم الحصار على الدرعيّة عاصمة
الوهابيين؛ مما جعل عبد الله بن سعود - قائد جيش الوهابيين -
يجنح إلى الصلح والتسليم. وأرسله محمد على سنة (١٢٣٧ هـ)
لفتح السودان، إلا أن إبراهيم مرض فى الطريق، فعاد إلى
القاهرة. كما أسند إليه محمد على مهمة القضاء على تمرد
اليونان التى كانت فى ذلك الوقت جزءًا من دولة الخلافة،
فتحرك إبراهيم سنة (١٢٤٠ هـ = ١٨٢٤ م)، واستطاعت جيوشه
أن تحرز عديدًا من الانتصارات على اليونانيين فى نقارين.
وكذلك بعثه محمد على على رأس حملة كبيرة مكونة من ثلاثين
ألف جندى لضم الشام، فاستطاع أن يستولى على غزة ويافا
وصيدا وبيروت وعكا والقدس، وواصل إبراهيم باشا زحفه حتى
وصل إلى مدينة بيلان، واستطاع أن يهزم الجيش العثمانى،
وأصبح الطريق مفتوحًا أمامه إلى بلاد الأناضول فمضى تجاهها
تستسلم له المدينة تلو الأخرى، وأصبح على مقربة (١٧) ميلاً من
الآستانة، إلا أن أوربا تدخلت وقصرت حكم محمد على على مصر
وحدها. ونظراً إلى حالة محمد على الصحية المتدهورة، تولى
إبراهيم باشا ولاية مصر نيابة عنه، وكان هذا لمدة سبعة أشهر
وثلاثة وعشرين يومًا، عُنِىَ فيها بتحصين ثغور البلاد وتحديث
قوتها الحربية، وتُوفِّى فى نوفمبر سنة (١٢٦٥ هـ)، وله من
العمر ستون عامًا.