[*مسجد السلطان حسن]
بدأ السلطان حسن عمارته سنة (٧٥٧ هـ)، واستمر العمل فيه
ثلاث سنوات دون انقطاع. والمسجد لايزال موجودًا بميدان محمد
على تجاه باب العزب من قلعة الجبل. وهو أضخم مساجد مصر
عمارة، وأعلاها بنيانًا، وأكثرها فخامة، وأحسنها شكلاً،
وأجمعها لمحاسن العمارة، وأدلها على عِظَم الهمَّة، وغاية الكد
الذى بذل فى إنشائه. ويبلغ طول المسجد (١٥٠) مترًا، وعرضه
(٦٨) مترًا، ومساحته (٧٩٠٦) أمتار مربعة، وارتفاعه عند بابه
(٣٧.٧٠) سنتيمترًا، وعلى جوانب صحن الجامع أربعة إيوانات
معدة لإقامة الشعائر الدينية. وفى كل زاوية من زواياه باب
يوصل إلى إحدى المدارس الأربع التى شيدها منشئ الجامع
ليدرِّس فى كل مدرسة منها مذهب من مذاهب الفقه الأربعة
المشهورة. وإيوانه الشرقى من أكبر الإيوانات، سقفه معقود
عقدًا ستينيًّا فوق نصف الدائرة، وهو أكبر عقد بنى على إيوان
بمصر. والإيوانات الثلاثة الأخرى، سقف كل واحد منها على شكل
نصف أسطوانة من الحجر، ومساحتها متقاربة، وفى وسط
الإيوان الشرقى محراب جميل، وعن يمينه منبر من الرخام
الأبيض، وبجانبى القبلة، التى تقع فى الوجهة الشرقية بابان
يوصلان إلى القبة العظيمة، التى تبلغ مساحتها (٧٥١) مترًا
مربعًا، وارتفاع جدرانها (٣٠.٢٠) سنتيمترًا، إلى مبدأ القبة التى
تبلغ ذروتها (٤٨) مترًا. وبالجانب القبلى الشرقى المنارتان
العظيمتان، اللتان يبلغ ارتفاع كبراهما (٨١.٦٠) سنتيمترًا.
وبالجملة، فإن مسجد السلطان حسن من أروع الآثار الإسلامية،
فجميع الزخارف وآثار الصناعة فى داخل المسجد وخارجه
تسترعى النظر، وخاصة عند بوابة الدخول العامة والوجهة القبلية
الشرقية التى تعلوها المنارتان والرفرف الكبير المركَّب من ستة
مداميك مقرنصة، والعلو الشامخ فى سائر الوجهات مع ما فيها
من النوافذ على ثمانى طبقات. وهو من أهم المساجد التى
يحرص على زيارتها السائحون.