للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*آق شمس الدين]

هو شمس الدين محمد بن حمزة، أحد أئمة العلم فى الدولة

العثمانية فى القرن التاسع الهجرى = الخامس عشر الميلادى،

وهو معلم السلطان محمد الثانى ومربيه، ومحمد الثانى هو فاتح

القسطنطينية الذى لُقِّب بمحمد الفاتح. وُلِد آق شمس الدين فى

دمشق سنة (٧٩٢هـ = ١٣٨٩م)، وحفظ القرآن الكريم وهو فى

السابعة من عمره، وتلقى العلم فى مدينة آماسيا، ثم فى حلب،

ثم فى أنقرة. وبرع آق شمس الدين فى علوم ولغات شتى،

منها: علوم القرآن الكريم والسنة، والفقه، واللغات العربية،

والفارسية، والتركية إلى جانب علوم الرياضيات، والفلك،

والطب، والنبات، والصيدلة، والتاريخ. وبلغ منزلة عظيمة فى

هذه العلوم؛ فاختاره السلطان العثمانى مراد خان ليعلِّم ابنه

محمد الثانى، فكان نعم المعلم والمربى؛ حيث أخذ عنه السلطان

محمد الفاتح ما عنده من علم. ولما كبر السلطان محمد الثانى

وتولى الحكم كان يصطحب آق شمس الدين فى كل أعماله

ويستشيره، وقد شارك آق شمس الدين فى حصار القسطنطينية،

ووهو الذى اكتشف قبر الصحابى الجليل أبى أيوب الأنصارى

الذى استشهد سنة (٥٢هـ) أثناء حصار المسلمين للقسطنطينية

فى خلافة معاوية بن أبى سفيان، رضى الله عنه. وكان لآق

شمس الدين جهد كبير فى فتح القسطنطينية، بفضل توجيهاته

للجنود والقادة، وبيان عظمة هذا العمل وفضله عند الله، إلى

جانب دعائه المستمر لله وخشوعه وتذلُّله لله أن ينجز لهم هذه

المهمة. وبعد الفتح قال السلطان محمد الثانى: إنكم تروننى

فرحًا، فرحى ليس لفتح هذه القلعة فقط، إن فرحى يتمثل فى

وجود شيخ فى عهدى هو مؤدبى الشيخ آق شمس الدين. ولآق

شمس الدين العديد من المصنفات باللغة التركية والعربية فى

علوم شتى، منها: كتاب فى الطب يُسمى مادة الحياة، وهو

مكتوب باللغة التركية، وله بالعربية: حل المشكلات، ومقالات

الأولياء ورسالة فى ذكر الله، وغيرها. وتُوفِّى آق شمس الدين

ببلدة كونيوك سنة (١٤٥٩م).

<<  <  ج: ص:  >  >>