[*آمنة بنت وهب]
هى آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أم النبى محمد (. وُلدت
بمكة المكرمة فى بيت عُرف بالشرف وعراقة النسب، حيث كان
أبوها سيد قومه وزعيم عشيرته. كانت آمنة تمتاز بشدة الذكاء
وحسن البيان، وقد خطبها عبد المطلب جدُّ النبى - صلى الله عليه وسلم - لابنه عبد الله،
وبعد أيام من زواج عبد الله خرج فى تجارة أبيه إلى بلاد
الشام، وفى طريق عودته مات بيثرب ودفن عند أخواله من بنى
النجار، وكانت آمنة حينئذٍ حاملاً فى النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولم تجد فى حملها
ووضعها ما تجده النساء من مشقة وتعب. وقد رأت آمنة فى
منامها قبل مولد النبى - صلى الله عليه وسلم - أن نورًا خرج منها فأضاء قصور الشام،
فقد ورد فى حديث النبى - صلى الله عليه وسلم -: ... ورأت أمى أنه خرج منها نور
أضاء قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله
وسلامه عليهم. [مسند أحمد: ٤/ ١٢٨]. ووضعت السيدة آمنة
مولودها يتيماً فى يوم الاثنين (١٢من ربيع الأول ٥٠ ق. هـ = ٥٧٠
م)، ثم أعطته لمرضعة من بنى سعد وهى السيدة حليمة السعدية
فأرضعته. ولما انتهت فترة الرضاعة عاد إلى أمه وعاش معها
فى كفالة جده عبد المطلب. وفى إحدى زيارات آمنة لقبر زوجها
أخذت معها النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأقامت هناك شهرًا، وأثناء العودة مرضت
وماتت فى الطريق بين مكة ويثرب فى سنة (٤٥ ق. هـ = ٥٧٥ م)
ودُفنت بمكان يسمَّى الأبواء.