[*بنو قريظة (غزوة)]
لما نقض بنو قريظة العهد مع المسلمين فى غزوة الأحزاب، وجاء
جبريل عليه السلام، وقال للنبى - صلى الله عليه وسلم -: إن الملائكة لم تضع أسلحتها،
قال (: لا يصلينَّ أحدكم العصر إلا فى بنى قريظة. وأعطى الراية
لعلى، واستخلف ابن أم مكتوم على المدينة، ووصل النبى إليهم،
وقال لهم: نقضتم العهد ياإخوة القرود، أخزاكم الله، وأنزل بكم
نقمته، فقالوا: ما كنت جاهلاً يامحمد، فلا تجهل علينا. وحاصرهم
النبى - صلى الله عليه وسلم - بضعًا وعشرين ليلة، وعرض عليهم سيدهم كعب بن أسد
ثلاثة اختيارات ليختاروا أيها شاءوا؛ إما الإسلام، وإما قتل
نسائهم وأبنائهم وقتال المسلمين، وإما إتيان المسلمين فى ليلة
السبت حين طمأنينتهم فيقتلونهم قتلاً، فأبوا الإسلام والقتال،
وعن الثالث قالوا: لا نتعدى فى السبت. واستشاروا أبا لُبابة،
فقال لهم: نعم انزلوا على حكمه، وأشار إلى عنقه - يعنى الذبح
- ثم ندم؛ لأنه علم أنه خان الله ورسوله، وربط نفسه فى سارية
المسجد، ثم تاب الله عليه، ونزل ثعلبة وأسيد ابنا سَعْية، وأسد
بن عبيد - نزلوا مسلمين، وخرج عمرو بن سُعْدى (القُرظى)، وقد
أبى أن ينقض العهد، قائلاً: لا أغدر بمحمد أبدًا، وبات ليلة فى
المسجد، ثم خرج فلم يُعْلَم أين سقط، وقال عنه (: ذلك رجل نجَّاه
الله بوفائه. وحكم فى بنى قريظة سعد بن معاذ الأوسى بأن
يُقتل الرجال، وتُسبى الذَّرارى والنساء وتقسم الأموال، فقال (:
لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة، وقتل يومئذٍ
حُيَىُّ بن أخطب وكعب بن أسد، وكانوا من الستمائة إلى
السبعمائة. وقتلت امرأة، وهى بُنانة امرأة الحكم القرظىِّ التى
طرحت الرحى على خلاد بن سويد، فقتلته أثناء الحصار، وقسم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أموال بنى قريظة، واستشهد بعد ذلك سعد بن معاذ،
وهو الذى أتى فيه الحديث: أنه اهتز لموته عرش الرحمن، يعنى
سكان العرش من الملائكة، فرحوا بقدوم روحه.