*شجرة الدرّ
هى شجرة الدر الصَّالحية، أم خليل، الملقبة بعصمة الدين ملكة
مصر، كانت جارية اشتراها الملك الصالح نجم الدين أيوب،
وحظيت عنده بمكانة كبيرة، فولدت له ابنه خليلاً الذى مات طفلاً،
فأعتقها الملك الصالح وتزوجها. وكانت ذات عقل راجح، تقوم
بتدبير شئون الدولة فى أثناء مرض زوجها، وكان خطها يشبه
خط زوجها الملك الصالح، فلما تُوفى الملك الصالح بدمياط فى
أثناء حربه مع الإفرنج سنة (٦٤٧ هـ)، كتمت خبر موته، وأرسلت
إلى ابنه توران شاه ليتولى أمور الملك من بعده، إلاَّ أن توران
شاه هدَّدها، وطالبها بأموال الملك الصالح، فدبَّرت لقتله، وبعد
مقتله اجتمعت الآراء على توليتها السلطنة فى صفر سنة (٦٤٨
هـ)، فكانت المراسيم تصدر عليها توقيع شجرة الدر بخطها باسم
والدة خليل، وخُطِب لها أيام الجمع فى مصر والشام. وكان
عمرها عند توليها السلطنة يقارب الأربعين، وتزوجت من الأمير
عز الدين أيبك فى ربيع الآخر سنة (٦٤٨ هـ)، فتنازلت له عن
السلطنة، ولم تدم مدَّة حكمها أكثر من (٨٠) يومًا. وتقلصت
سلطتها بازدياد نفوذ أيبك، وبلغها أنه يريد الزواج من بنت الملك
بدرالدين لؤلؤ صاحب الموصل؛ فدبَّرت لقتله سنة (٦٥٥ هـ)، إلاَّ
أن أمراء المماليك حاصروا قصرها واعتقلوها حتَّى قُتُلت سنة
(٦٥٥ هـ) عن نحو (٤٢) سنة، ونصبوا المنصور على بن أيبك
سلطانًا خلفًا لأبيه.