[*حمود (بنو)]
كان تمزق الأندلس فرصة يقتنصها من يريد، ولهذا كتب «على بن
حمود» صاحب سبتة إلى «خيران» يزعم أنه تلقى رسالة من
«هشام المؤيد» يوليه فيها عهده، ويطلب منه إنقاذه من البربر
ومن سليمان المستعين والتف حول «ابن حمود» بعض الأعوان،
وعبر بهم إلى الجزيرة الخضراء بناء على طلب خيران، واستوليا
معًا على بعض البلاد، وقرَّرا الزحف على قرطبة يعاونهما بربر
غرناطة، واستعد سليمان لقتالهم، ونشبت بينهما معركة فى
مكان قريب من قرطبة وانتهى الأمر بهزيمة سليمان ووقوعه فى
الأسر. بعد ذلك دخل على بن حمود قرطبة وبويع بالخلافة فى
(محرم ٤٠٧هـ= أول يوليو ١٠١٦م)، وأعلن وفاة هشام المؤيد،
وقتل سليمان وأباه وأخاه، وتلقب بالناصر لدين الله، وبموت
سليمان انتهت الخلافة الأموية بالأندلس بعد حكم دام (٢٦٨) سنة
منذ وصل إليها عبدالرحمن الداخل، وبدأت خلافة الحموديين
الأدارسة. قبض على بن حمود على الحكم واشتد فى معاملة
البربر وواجه أية محاولة للثورة بمنتهى الشدة سواء قام بها
العرب أو البربر، وفى الوقت نفسه أحسن معاملة القرطبيين،
يعاونه فى ذلك مجموعة من أعوان الخلافة السابقة من أمثال
أبى الحزم بن جهور وابن برد. لكن الأمور ما لبثت أن اتخذت خطا
جديدًا، ذلك أن خيران العامرى دخل قرطبة فلم يجد هشاماً
المؤيد حيا، وخشى سطوة على بن حمود فغادر قرطبة، وأعلن
العصيان واتجه ناحية شرق الأندلس، حيث يجتمع الزعماء
العامريون، وأعاد دعوة بنى أمية فى شخص رجل منهم اسمه
عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله من أحفاد عبدالرحمن الناصر،
وبايعه خيران بالخلافة ولقب بالمرتضى، وانضمت إليه ولايات
سرقسطة والثغر الأعلى وشاطبة وبلنسية وطرطوشة وغيرها،
وسارت قوات هؤلاء نحو غرناطة لمواجهة قوات صنهاجة، وجرت
معركة انتهت بهزيمة الأندلسيين ومقتل المرتضى، وكان «على
بن حمود» قد غيَّر سلوكه، مع أهل قرطبة بسبب علمه بميلهم