الفصل الخامس عشر
*الخلجيون (الأفغانيون)
[٦٨٩ - ٧٢٠ هـ = ١٢٩٠ - ١٣٢٠ م].
النشأة والتكوين:
يرجع الفضل فى ظهور «الخلجيين» فى «بلاد الهند» إلى الأمير
«قطب الدين أيبك»، الذى ولى «الهند» نيابة عن سلطان «الغور»،
فحرص على توسيع رقعة ولايته بها، وأسند أمرها إلى قائده
«محمد بن بختيار الخلجى»، الذى قام بدوره على خير وجه،
واستولى على «بندنتيورى» عاصمة «إقليم بهار» من ملوك أسرة
«بالا»، ثم استولى على الإقليم كله، وقضى على «البوذية» التى
كانت منتشرة هناك، وحطم معابدها وأصنامها، ونشر الدين
الإسلامى فى ربوع هذه المملكة، ثم استولى على عاصمة إقليم
«البنغال»، وأقام الخطبة فيها للسلطان الغورى.
حرص خلفاء هذا القائد على توطيد نفوذهم بالأقاليم الهندية التى
استولوا عليها، فلما قامت «دولة المماليك» بالهند، وولى «شمس
الدين ألتُمش» أمور السلطنة بدهلى، قامت فى وجهه المشاكل
والاضطرابات الداخلية التى هدفت إلى الإطاحة بحكمه، ثم أعقبها
وفاة «قطب الدين أيبك»، فانتهز «الخلجيون» هذه الفرصة،
وسيطروا على «بهار» والبنغال.
الوضع الداخلى:
عمد سلاطين «دولة المماليك» بالهند إلى القضاء على حركات
الاستقلال التى تزعمها «الخلجيون» للانفصال عنهم، والاستقلال بما
تحت أيديهم، فتصدى «الخلجيون» لهم، وعوَّلوا على تغيير نظام
الحكم فى «دهلى»؛ حيث استبد الأتراك بالأمر فيها، ثم جمعوا
قواتهم تحت قيادة زعيمهم «فيروز»، وأحدثوا انقلابًا فى «دهلى»،
وأطاحوا بالسلطان الطفل، وأعلنوا «فيروز» سلطانًا عليهم، ولقبوه
بجلال الدين، وذلك فى سنة (٦٨٩هـ = ١٢٩٠م)، فكان أول السلاطين
الخلجيين الذين استمر حكمهم ثلاثين عامًا تقريبًا، حتى سنة (٧٢٠هـ
=١٣٢٠م).
يعد «علاء الدين الخلجى»، الذى حكم فى الفترة من سنة (٦٩٥هـ =
١٢٩٥ م) إلى سنة (٧١٥هـ = ١٣١٥م)، من أعظم سلاطين عصره، حيث
كان محاربًا شجاعًا، وحاكمًا عادلا، وكان أول من قاد الجيوش فاتحًا