للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث

*الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الأول:

أولاً: النظام السياسى والإدارى، ويشمل:

أ - الخلافة:

وقد أقام العباسيون دولتهم سنة (١٣٢هـ= ٧٤٩م) وتولى أول خلفائهم

«أبو العباس عبدالله بن محمد» السلطة بناءً على وصية أخيه

«إبراهيم الإمام» بعد وقوعه فى قبضة الأمويين، وقد حكم «أبو

العباس» أربع سنوات، وقبيل وفاته عهد إلى أخيه «أبى جعفر

المنصور» بولاية العهد من بعده، ومن بعد «أبى جعفر»، «عيسى بن

موسى»، وكتب العهد بهذا وصره فى ثوب وختم عليه بخاتمه وخواتم

أهل بيته وسلمه إلى «عيسى بن موسى».

ومن هنا نلاحظ أن الحكم قد بدأ وراثيا فى عهد «الدولة العباسية»

منذ اللحظة الأولى، واقتصر على أهل البيت العباسى، كما أن أكثر

الخلفاء كان يوصى بولاية العهد إلى أكثر من شخص؛ مما أدى إلى

صراعات ساعدت على تصدع «الدولة العباسية».

وحين تولى «أبو جعفر المنصور» الخلافة واجه اعتراضًا من عمه

«عبدالله بن على» الذى رفض مبايعته، ودعا لنفسه بالخلافة مدعيًا

أنه ولى عهد «أبى العباس»، مما دعا «المنصور» إلى توجيه جيش له

بقيادة «أبى مسلم الخراسانى» تمكن من القبض عليه والقضاء على

دعوته.

وقد نقل «المنصور» ولاية العهد من ابن أخيه «عيسى بن موسى»

إلى ابنه «محمد»، الذى تولى الخلافة بعد أبيه «المنصور» سنة

(١٥٨هـ= ٧٧٥م) ولقب بالمهدى، واستمر فى منصبه حتى تُوفِّى سنة

(١٦٩هـ= ٧٨٥م)؛ حيث تولى ابنه «موسى» الملقب بالهادى، ولم يمكث

سوى سنة واحدة فى الحكم؛ حيث تولى من بعده أخوه «هارون

الرشيد»، ومنذ عهد «الرشيد» أصبح الصراع السياسى على السلطة

إحدى السمات المميزة للعصر العباسى الأول، وكان الصراع بين

«الأمين» و «المأمون» من الأمثلة المعبرة عن هذه السمة، وقد انتهى

بقتل «الأمين» وتولية «المأمون» الخلافة.

ب - الوزارة:

تُعدُّ الوزارة المنصب الثانى بعد الخلافة فى «الدولة العباسية» وقد

قسَّم فقهاء المسلمين الوزارة إلى نوعين:

- وزارة التفويض:

<<  <  ج: ص:  >  >>